قال أبقراط: المشايخ أحمل الناس للصوم، ومن بعدهم الكهول (285) والصبيان (286) أقل احتمالا (287). وأقل (288) الناس احتمالا للصوم الصبيان (289)، ومن كان من الصبيان أقوى شهوة فهو أقل احتمالا له. [[7b]] قال (290) المفسر: الذي ذكره (291) في هذا B الفصل قد ذكر علته في الفصل الذي بعده، وذلك أن كلما (292) كان الحار (293) الغريزي أكثر احتاج إلى غذاء أكثر، والمتحلل (294) من أبدان الصبيان لرطوبتها أكثر؛ وهذا الذي ذكره من احتمال الشيوخ للصيام ذكر جالينوس أنه الشيخ الذي لم يصل * إلى حد (295) الهرم، أما الشيوخ الذين (296) في غاية السيخوخة فلا يحتملوا (297) الصبر عن الطعام، بل يحتاجون إلى تناوله قليلا قليلا، المرة بعد المرة، لقرب حرارتهم من الانطفاء فيحتاج إلى متابعة بما يمدها قليلا قليلا.
(١٤)
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الأبدان في النشء (298)، فالحار الغريزي فيهم على غاية ما يكون من الكثرة، ويحتاج من الوقود إلى أكثر ما يحتاج إليه * سائر الأبدان (299)، فإن لم يتناول من الغذاء ما يحتاج إليه ذبل (300) بدنه وانتقص. فأما الشيوخ فالحار الغريزي قليل فيهم (301)، فمن قبل ذلك ليس يحتاجون من الوقود إلا إلى اليسير، لأن حرارتهم تطفأ من الكثير؛ ومن قبل هذا أيضا ليس تكون الحمى في المشيخة حارة، مثل ما تكون في النشوء، وذلك لأن أبدانهم باردة.
[commentary]
مخ ۲۲