============================================================
بلا ابتداء، تأكيد منهم لقدمه تعاى بالأزل حقيقة من غير تجدد أولية، إذ قد يطلق اسم القديم على ما لوجوده ابتداه، كما يقال: هذا بناء قديم، وشيخ قديم، ونحو قوله تعاي: كالعرفون القدير) [يس: 39]، يراد به تقدم وجوده على نظيره في الحدوث.
والقديم في أسماء الله تعالى معناه أنه أزلي لريزل واجب الوجود لذاته، قديم بأسماته وصفاته؛ بلا ابتداء ( العقل حجة من حجج الله تعالى ] يم الأصل في أسماء الله تعالى التوقيف الشرعي بكتاب ناطقي، أو خبر متواتر ، ولا يوجد في الكتاب في أسمائه تعالى لفظ القديم، ولا في المتواتر، وإنما ورد في بعض أخبار الآحاد، والعقائد إنما تبن على الدلائل الموجبة للعلم قطعا، وقد أطبق العقلاء من الأؤلين والآخرين على تسمية صانع العالر قديما، وفي هذا دلالة واضحة على كون العقل حجة من حجج الله تعان(1).
(1) ما ذكره الشارح من أن أخبار الآحاد لا تفيد العلم القطعي حق، لكن إطلاق اسم القديم على الله تعاك له معنيان في حق المكلف؛ الأول: أن يعتقد المكلف أن الله تعالى موصوف بالقدم، أي يعلم أن صفة القدم ضد الحدوث من صفاته تعاي، وهذا حقا لا ينفع فيه الظن المستفاد من خبر الآحاد.
والثاني: أن يتلفظ المكلف بما يعتقده في قلبه فيقول: الله تعاى قديم، كما هي عبارة فقهاء الملة في أصل المتن، وهذا يكفي فيه خبر الآحاد لجواز بناء العمل على غلبة الظن.=
مخ ۵۵