============================================================
95 غير أي احتمال: قالوا: (ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق. ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري).
والمعنى أن الله تعاى موصوف بالخلق في القدم، لكن المخلوقات كلها حادثة باحداثه إياها. وإنما قالوا هذه العبارات لمزيد التحرز عن أن يفهم مثل ابن تيمية أن وصف الله بالخالق مفتقر إلى وجود مخلوق في الأزل، ولإبعاد أي وهم قد يتطرق إلى جناب العزة، من أن الله تعالى محتاج إى (أن يفعل فعلا في ذاته)، على حذ قول ابن تيمية. وفي الجملة هذا الموضع عطف على الذي قبله من ذكر قدم الصفات وبيانه، وفيه تخلض محكم من مقدمة إى مقدمة.
قالوا: (له معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالق ولا مخلوق. وكما أنه حي الموتى بعد ما أحياء استحق هذا الاسم قبل إحيائهم. كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم) وهذا أيضا معطوف على ما قبله متعلق بنفس الغرض.
ل وبهذه النقول الغراء المتيقظة التي هي أؤل ما تطالعه في الطحاوية، يتم بيان ما أردنا من أن الطحاوية تقول: الحوادث لا تقوم بذات الله تعاى.
وفيها غير ذلك مما يدل على المطلوب.
مخ ۱۹۵