============================================================
الجهة والمكان ظنية(1) لا تعارض اليقينيات الدالة على نفيها، ومهما تعارض دليلان وجب العمل بهما ما أمكن، فتأول الظواهر، إما إجمالا ونفوض تفصيله إلى الله تعالى كما هو رأي من يقف على إلا الله} ([آل عمران: 7] وعليه اكثر السلف، كما روي عن أحمد: "الاستواء معلوم، والكيفية مجهولة، 0(2) والسؤال عنها بدعة(11". واما تفصيلا كما رآي طائفة (وله الجقل)، ولا يصح عليه الجهل؛ لأنه نقص عظيم، وهو منزه عن
جميع النقائص، ولأنه قد ثبت اتصافه بالعلم بجميع الأشياء، فلا يجوز اتصافه ده (وله الكدب)؛ لأنه من أفحش النقائص وأسمج القبائح، ولأنه من
الصفات الجائزة الثبوت والانتفاء في الممكنات التي يحتاج ثبوتها إلى مخضص غير الموصوف بها؛ كالحدوث والتركيب والتشكل والتلون والطول والعرض والطعم والرائحة والآلم واللذة والشبع والجوع والعطش، والله تعالى منزه عنها.
(وأنه مرئي للمؤمنين يؤم القيامة من غير موازاة ومقابلة (1) يعني: ظنية الدلالة.
(2) هذا الكلام المتين اشتهرت نسبته للإمام مالك قلنه بعبارة: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. ويفهم بما فسره أهل الشتة والجماعة بقولهم: قوله لبه: الاستواء معلوم؛ يعني: أن محامل الاستواء في لسان العرب والتي تصح في حق الله تعالى معلومة، ومنها القهر والغلبة أو القصد إلى خلق شيء في العرش، كما قال تعالى: (ثم استوى إلى التما (فصلت: 11]، أي: قصد إلى خلقها، أو يراد منه التناهي في صفة الكمال؛ كقوله تعالى: ولتا بلغ أشده واستو [القصص: 14]، فهذه المحامل للاستواء معلومة من اللسان العربي، وقوله عنه: "والكيف مجهول"؛ يعني: آن تعيين بعض منها مرادا لله تعالى مجهول لنا. قوله عه: "والايمان به واجب" يعني: التصديق بأن له معنى يصح في وصفه تعالى واجب. قوله طليه: "والسؤال عنه بدعة"؛ يعني: أن تعيينه بطرق الظنون بدعة، فإنه لم يعهد من الصحابة التصرف في أسماء الله تعالى وصفاته بالظنون، وحيث عملوا بالظنون إنما عملوا بها في تفاصيل الأحكام الشرعية، لا في المعتقدات الإيمانية: ثاي اترخ العقائد العضدية/9201119626012312011/1/24
مخ ۵۵