============================================================
شرح الأنفاس الروحانية عجز عن محبة ذاته لذاته، وهنا أشار إلى أن محبة ذاته لذاته عطاء، وعطاء الله تعالى مما يعجز كل أحد عن كسبه ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء أما الكسبى فهو في وسع العبد يمكنه أن يحصله لنفسه لا يعجز عنه وهو محبة بره وهو الذي قال في البيت الأول فعجزت إلا محبة غرضه أي إلا محية لبره.
قال أبو يزيد: "الطريق لا يخلو من المحبة وذا ممزوج، فإذا شرب صرفا قصار شيمتي" يعني: أن الطريق إلى الله تعالى لا يخلو من المحبة لأنه ما خلق إلا وهو يجب الله تعالى حتى يجبه الفجرة، والكفرة لما يرون من نعم الله تعالى عندهم لكن كل ذلك ممزوج لأنهم يحبون المنافع، والنعم في الدنيا، والآخرة، والمحبة الصرف الصافي أن لا يمتزج بغير الله تعالى فيكون المحبوب هو الله تعالى وحده ذاته لذاته بذاته وحده لا غير، قوله: ل"فإذا شرب حرفا صار شيمتى" يعني آن رحمة الله عليه شربا حرفا من شراب محبة الله تعالى ذاته لذاته جل وعلا غير ممزوج بشى آخر حتى صار كما صار فمن شرب الصرف غير ممزوج صار مثله في المحبة الخالصة، وقال أيضيا: "لا ينام المحب إلا من سرور، ولا يأكل إلا من حرقة، ولا يتكلم إلا من آنينه" يعني المحب الذي كمل محبته لا ينام إلا من سروره بمحبوبه، أو إلا من سروره لحبته فإن السرور يرطب الدماغ ويحمى القلب فيورث التوم، قوله: "ولا يأكل الا من حرقة" يعني: إلا من حرقة محبته، فإنه إذا التهيت المحبة، يحرق الغذاء ويجوف العروق بواسطة إحراق الرطوبات فيشتهي الطعام أكلا على العروق: قوله: "ولا يتكلم إلا من أنينه" يعني يكون كلامه أنيتا، أو قائما مقام الأنين فيتف المحبة يعني بأنيته فينطفى به بعض ما به من التهاب المحبة.
وقال أيضا المحبة الكاملة أن تحبه ببره: ل"من أحب الله يقيل بر الله تعالى
مخ ۲۶۳