212

شرح انفاس روحانيه

ژانرونه

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية قوله: "و من جهل ترك" أي: ترك ما لا يعنيه وهو عد الأوقات والأيام التي ليست في ملكه ولا في تعرفه فيكون كمحاسب أحوال الناس: قال الجنيد -قدس الله سره: "العلم الأكبر علم القيام بالدوام، وعلم الحال بغير الاحتيال" أما علم القيام بالدوام في الطريقة والشريعة (00(1) علم أصغر وانما المراد به علم المراقبة الدائمة في عالم الحقيقة والقيام بالأدب في الحضرة العالية فوق الطريقة والشريعة، قوله: "وعلم الحال بغير الاحتيال" إنما قال ذلك لأن الحال إذا كان باحتيال التواجد لا يفيد شيئا، وإذا كان بغير احتيال التواجد يفيد شيئا عظيما ثم علم ذلك هو آن تعلم الفرق بين الحال، والوقت، والوجود، والوجد، والتواجد، وأضرابها فتعلم الصحيح، والسقيم فإن تلك الأمور وسائله إلى المقصود ولا يتوسل إلا بالصحيح غير السقيم.

وقال الشبلي: لامن علم نسيانه عاد بربه" إنما قال ذلك فيمن يتواجد بلا وجده والتواجد هو التكلف بالحال من غير حال، و في الحال نسيان الحخير، والشر كما في النوم والإغماء وهذا كان من غلب عليه الحال معذورا في تأخير الصلاة عن وقتها، وإذا تكلف الحال وتواجد من غير حال ولا وجد كان هذا تناسيا من غير سيان وإذا فعل ذلك عاد بريه حيث كذب في الحال وجعل نفسه من النواسى المعذورين في ترك الفرائض ولا عذر وذلك نوعان، أحدهما يكون تواجدا ابتداء يتواجد تكلفا طمعا في تحقيق الوجد لأنه ربما يكون ابتداؤه تكلفا ثم يتحقق، ومن هنا جوز بعض المشايخ التواجد طلبا لتحقق الوجد، ومتهم من لم يجوز، والثاني: آن يكون له وجد متحقق ثم يفيق فيتواجد استصحابا لما سبق وهذا الاستصحاب هو الذي يريده الشبلي بقوله: لامن علم نسياته عاد بربه" يعني من (1) غير واضح بالأصل.

مخ ۲۱۲