============================================================
شرح الأنفاس الروحانية نذكر ما أراده بعبارة أخرى فنقول: قال النوري : "إذا التهبت الهيبة من التعظيم في السر تحصل القوة للمريد من المحبة بعون رحمة الله تعالى ولطفه، وعطفه على لهب الهيبة، والعظمة، وعلى نور العطف، والرحمة كى يثبت المريد في مقامه قوئا، ولا يهلك بالنار والنور ثم يلتهب المحبة بالاشتياق فذلك اللهب يحرق الحجب فتكون مشاهدة لا محالة وكل ذلك إشارة منه إلى حالة غالبة قوية لأصحاب الأحوال" يعني أنه لا يؤدي أحوالهم إلى المشاهدة إلا إذا كانت حاصلة كاملة من هذا الطريق، أما من لم يكن صاحب حال وهم الأقوياء من الأنبياء والأولياء. فإنه يحل لهم المشاهدة، والمعاينة، والمكاشفة عندي بدون ما ذكر النوري هنا، فافهم جذا إن شاء الله قال النوري: "إذا أوقد نار العطف، والرحمة، ويهيج ريح القدرة على النار فهتف هافت بالفضل على الفضل فأخذ الأطراف أنينا فنفي من آنينه القلب، والسر فنادى من الخفي منادي الألفة فصار المعاينة" يعني بنار العطف النور الذي ذكر في الفصل السابق "وهو النور والنار" يعني إذا أوقد الله تعالى ذلك النار لأن العطف والرحمة من الله تعالى لا كسب للعبد فيه "ولا يهيج ريح القدرة على النار" يعني قدرة الله تعالى تسك نار العطف والرحمة، ويسكنها حتى لا يهلك المريد "فهتف هاتف بالفضل على الفضل" يعني بريح القدرة على نار العطف والرحمة وهما جميعا فضل الله تعالى للعبد فإذا شاهد العبد المريد ذلك العطف، والنظر بقلبه، وسره وخفيه أخذ أطرافه الرعدة، والأنين، والتنفس فينتفي بأنينه واضطرار به القلب، والسر لأنهما ضعيفان بالنظر إلى الخفي فلا ينتفي الخفي لأنه أقوى إذ هو آقرب إلى الحق تعالى فلا يندهش بمثل ما يندهش به القلب، والسر
مخ ۱۸۴