142

شرح انفاس روحانيه

ژانرونه

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية اب صفة الخطرات قال الجنيد بن محمد قدس سره: "اللحظ كلام القلب، والخطرة كلام السر والإشارة كلام الخفى"() قيل: "والصواب الأخفى" اعلم أن اللحظ في اللغة لمحة بالعين، ونظرة بباحرة الحدقة، وفي اصطلاح المشايخ: عبارة عن عمل القلب أي عمل كان نحو النظر، والتفكر، والعلم، والجهل، والإرادة، والكراهة، والخوف، والرجاء، والغم والسرور، وما أشبه ذلك: قوله: "اللحظ كلام القلب" ليس المراد منه أنه ليس إلا كلاما، بل المراد منه أنه يسمى كلام القلب لحظا ثم ذلك اللحظات هى التفاتات إلى شييء، وكل ما كان التفاتا إلى غير الحقيقة وغير الحق كان مذموما، ولم يكن محمودا عندهم على ما يعرف من بعد وما كان التفاتا إلى الحق، والحقيقة كان محمودا ثم إنه إنما شمى ذلك لحظا إذ زال سرييا كلحظة البصر وإن بقى ساعة ودام مدة لا يسمى لحظا سواء كان لحظا إلى الحقيقة، أو إلى غير الحقيقة فأما كلام القلب يكون بحروف وأصوات مسموعة ولكن يكون خفيا لا يسمعه إلا الأكياس ذوى الأفهام الحادة ويدل على كلام القلب لغة قول الشاعر: ان الكسسلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا وإن شئت أريتك طريقة إذا سلكتها يسهل عليك إدراك كلام القلب، وذلك أنك إذا حفظت القرآن، أو سورة، أو آية منها ثم قرأتها بلسانك تجد في صدرك قارثا آخر يقرأ قراءة يقرئك بها، ويلقنك كلمة حتى لو غلطا قارئ الباطن حصر قارى اللسان الظاهر، فإذا أدركت ذلك فقد أدركت كلام القلب، (1) انظر: سر الأنفاس، ضمن كتابتا الإمام الجنيد (ص303).

مخ ۱۴۲