92

============================================================

المرصد الثاني في تعريف مطلق العلم فيقول صفة توجب تمپيزا لا يحتمل النقيض، (ومنهم من يزيد قيدا) في الحد المختار (ويقول: بين المعاني الكلية، وهذه الزيادة مع الغنى عنها تخل بالطرد) أي طرد الحد في جميع أفراد المحدود، وجريانه فيها وشموله إياها، فهو محمول على معناه اللغوي دون الاصطلاحي (إذ يخرج) بها عن الحد (العلم بالجزنيات) كالعلم بآلامنا ولذاتنا (وهذا) المختار إنما هو حد للعلم (عند من يقول: العلم صفة ذات تعلق) بالمعلوم (ومن قال: إنه نفس التعلق) المخصوص بين العالم والمعلوم كما سياتي (حده بأنه تميز معنى عند النفس تميزا لا يحتمل النقيض)، واعلم أن أحن ما قيل قوله: (مع الغنى عنها) إذ لا يفيد إخراج شيء ليس من أفراد المحدود يخل بالجمع، لا انه يخرج بعض آفراد المحدود.

قوله: (فهو محمول إلخ) فلا يرد ان الصواب بالعكس لأن الطرد المنع والعكس الجمع.

قوله: (ومن قال : إنه نفس التعلق إلخ) هذه العبارة تنادى بأن التمييز في التعريف يمعنى الانكشاف التصوري لا نقيض له، والانكشاف التصديقي أعني النفي والإثبات كل واحد منهما نقيض الآخر، ومتعلق الاول لا يحتمل النقيض اصلا، ومتعلق الثاني قد يحتمله وقد لا يحتمله، وليس المراد يه في التصور الصورة على ما أفاده الشارخ في حواشي شرح مختصر الأصول، إذ حينيذ لا يكون العلم نفس التعلق، ولعله لأجل هذا لم يتعرض ها هنا لبيان التمييز في التصور.

قوله: (تميز معنى عند النفس) هذا مبني على ما قال الشيخ الرئيس: إن التعليم والتعلم متحدان بالذات مختلفان بالاعتبار، وما ذكره المصنف في شرح مختصر الأصول من اتحاد الإيجاب والوجوب بالذات، فالتميز إذا اعتبر نسبته إلى النفس كان تمييزا، فلا يرد أن التميز صفة المعتى، والعلم صفة العالم، فلا يجوز تعريف أحدهما بالاخر، والقول بأن المراد بالتميز ما به التميز أعني التمييز، واعتمد فيه على ظهور المراد مما لا يرضى به الطبع.

قوله: (إن احسن ما قيل: إلخ) لعدم التعقيد فيه بخلاف التعاريف السابقة.

أن البهائم ليس من اولي العلم في شيء منهما، لكن هذا المؤيد يدل على أن الإدراك بالآلات الباطنة لا يسمى علما بهما أيضا لحصوله للبهائم فإن إدراك الجوع ونحوه حاصل لها بلا شبهة.

قوله: (مع الغنى عنها تخل بالطرد) ليس معنى الغنى ها هنا أن في التعريف قيدا آخر، يؤدي مؤداها ويقوم مقامها، وإلا فالتعريف أيضا بدونها يخل بالطرد، بل إنه لا يحتاج إليها إذ لا فائدة لها بل لها مضرة، والأقرب ان يقال : الغنى بالنسبة إلى الجزثيات الظاهرة لأن المعاني تقابل العينية الخارجية، فيخرجها والاخلال بالنسبة إلى الجزئيات الباطنية كالعلم بالامنا ولذاتنا.

قوله: (إذ يخرج بها العلم بالجزئيات) أجيب بأن من قيد السعاني بالكلية مال إلى تخصيص العام بالكليات، والمعرفة بالجزئيات كما هو المشهور فلا إخلال بالطرد، وقد يدفع بأن التصيص أمر حادث اصطلاحى، والمقصود تعريف ماهية العلم وفيه منع ظاهر آشير إليه فيما سق، فان مراد المجيب تخصيص إطلاق لفظ العلم بحسب أصل اللغة، كما يدل عليه ما نقلته ن شرح السقاصد لا تخصيص ماهيته بعد ثبوت عمومها.

قوله: (بأنه تميز معنى عند النفس إلخ) فيه مسامحة لأن العلم صفة العالم، والتميز صفة

مخ ۹۲