116

============================================================

المرصد الثالث - المقصد الرابع: المذاهب الضعيفة في هذه المسألة نحن نستدل هكذا التصبور إما تصور مشعور به، وإما تصور غير مشعور به، وكل تصور مشعور به يمتنع طلبه، وكل تصتور غير مشعور به يمتنع طلبه، وحينعذ تنعكس الحملية الأولى بعكس النقيض إلى قولنا كل ما لا يمتنع طلبه فهو ليس تصورا مشعورا به، وينعكس هذا العكس بالمستوي إلى قولنا بعض ما ليس تصورا مشعورا به لا يمتنع طلبه وهذا لا ينافي الحملية الثانية لأن موضوعه أعم من مرضوعها، ألا ترى أن ما ليس تصورا مشعورا به جاز أن لا يكون تصورا أصلا، وأن يكون تصورا غير مشعور به، وقس على ذلك حال الحملية الثاتية، فإن العكس المستوي لكس نقيضها هو قولنا بعض ما ليس تصورا غير مشعور به لا يمتنع طلبه، ومرضوعه أعم من موضوع الحملية الأولى فلا منافاة بينهما.

(الوجه الثاني): من متمسكي الإمام في امتناع كسبية التصور أن يقال: (الماهية) أي المفهوم التصوري (أن عرفت) وحصلت بالكسب والنظر (فإما بنفسها أو بجزئها أو بالخارج) منها سواء كان خارجا بتمامه أو ببعضه (والأقسام) بأسرها( باطلة أما الأول فلأنه يستلزم معرفتها قبل معرفتها) لأن معرفة المعرف الموصل متقدمة على المعرف الموصل إليه، وتقدم الشيء على نفسه محال بديهة (وأما الثاني فلأن جميع الأجزاء تفسها) فلا يجوز تعريف الماهية بجميع أجزائها لأنه نقيضه كل ما لا يمتنع طلبه ليس مشعورا به مطلقا، وعكسه المستوى بعض ما ليس مشعورا به مطلقا لا يمتنع طلبه، وهذا لا ينافي الأصل لجواز صدقه باعتبار أن يكون ذلك البعض مشعورا به من وجه دون وجه كالمطلوب التصديقي.

قرله: (أي المفهوم التصوري) أي ما من شانه أن يتصور، وفائدة التفسير إخراج المفهوم التصديفي فإن الإمام قائل باكتسابه، والقرينة على ذلك التفسير قوله إن عرفت.

قوله: (فاما بنفسها) اي من غير تصريح بالجزء، فيخرج عنه التعريف بجميع الأجزاء، ويدخل في قوله بجزئها سواء كان إلخ، فيشمل المركب من الداخل والخارج كالرسم التام.

قوله: (أي المفهوم التصوري) فسر الماهية بهذا، وإن كانت شاملة للمفهوم التصديقي لأن التزاع في المفهوم التصوري، فإن قلت: ماهية الشيء ما به الشيء هو هو سواء، وجد الفاهم او لم يوجد، وعلى تقدير وجوده فهم أو لم يفهم، فكيف عرفها بالمفهوم؟ قلت : أراد بالمفهوم ما من شأنه أن يتعلق به الفهم، لا المفهوم بالفعل قوله: (فلأن جميع الأجزاء نفسها) فإن قلت : التعريف بالجزء لا يتناول التعريف بجميع الاجزاء لانها نفس الشيء لا جزؤه، وحمل الجزء على ما ليس بخارج لا يلائم جمله قسيما للتعريف بالنقس، قلت: أراد بالتعريف بالجزء أن يكون الجزء مذكورا في التعريف صراحة، فيتناول التعريف بجميع الأجزاء ويقال: التعريف بالنفس فتأمل.

مخ ۱۱۶