============================================================
المرصد الثالث - المقصد الرابع: المذاهب الضعيفة في هذه المسألة (ولا شيء مما يصدق عليه) من ذاتياته أو عرضياته، (وهذا) الوجه المجهول ليس كذلك بل (قد يصور شيء) مما (يصدق عليه، وهو الوجه المعلوم فإن) الوجه (المجهول) فرضا (هو الذات) والحقيقة التى تطلب تصورها بكنهها (و) الوجه (المعلوم بعض الاعتبارات الثابتة له) الصادقة عليه سواء كان ذاتيا له، أو عرضيا له (كما يعلم الروح) مثلا (بأنها شيء به الحياة والحس والحركة، وأن لها حقيقة) قوله: (بكنهه) قدر هذا اللفظ ليصح مقابلته بقوله، ولا شيء مما يصدق عليه فإن هذا ايضا تصور للذات، إلا أن السراد به ولا شيء مما يصدق عليه من حيث إنه يصدق عليه، والقرينة على هذا التقدير ما تقرر من ان العام إذا قوبل يالخاص يراد به ما عدا الخاص، ورقع في بعض النسخ ولا بشيء مما يصدق عليه، فهو تقدير للمعطوف.
قوله: (فإن الوجه المجهول فرضا هو الذات إلخ) أشار بقوله فرضا إلى أن اعتبار مجهولية الذات بطريق التمثيل اهتماما بشأن ما هو الأهم أعني اكتساب التصور بحسب الحقيقة، وفي شرح المقاصد مجهولية الذات لازمة فيما يطلب تصوره حتى لو علم الشيء بحقيقته، وقصد اكتساب بعض العوارض له كان ذلك بالدليل لا بالتعريف انتهى، وهذا بناء على أن تصرر الشيء بحقيقته حصول الشيء بنفسه، فلا يمكن طلب حصوله باعتبار حصول أمر عارض له إذ الشيء إذا كان حاضرا لا يطلب بشيء آخر يكون آلة لحضوره، فليس المطلوب إلا ثبوت ذلك العارض له وكونه وجها من رجوهه فمآله التصديق.
قوله: (بكهه ولا شيء مما يصدق عليه) الواقع في بعض نسخ المتن، ولا بشيء بالباء الجارة، ولهذا قدر الشارح لفظ بكنهه تعيينا لما عطف عليه قوله، ولا بشيء وفي بعض النسخ، ولا شيء بالرفع عطفا على ذاته، فيترجه على ظاهره أنه يشعر بعدم الفرق بين العلم بالوجه، والعلم بالشيء من ذلك الوجه، لأنه جمل تصور الوجه الصادق على الشيء منافيا لمجهوليته المطلقة، وليس المنافي لها إلا تصوره ولو بوجه، والتوجيه أن مراده شيء مما يصدق عليه من ث انه يصدق عليه فيتم التقريب: قوله: (فإن الوجه المجهول فرضا هو الذات والحقيقة) قال في شرح المقاصد: هذا تحقيق لما هر السهم اعنى إمكان اكتساب التصور بحسب الحقيقة، وتنبيه على آن مجهولية الذات لازمة فيما يطلب تصوره، حتى لو علم الشيء بحقيقته وقصد اكتساب بعض العوارض له كان ذلك بالدليل لا بالتعريف، وفي المتبه عليه بحث ظاهر إذ اكتساب بعض العوارض للشيء بعد معرفة حقيقته، قد يكون من حيث إنه آلة لملاحظته ومرآة يتعرف حاله به، فيكون المطلوب التصور دون التصديق، وكون التصور بالعارض انقص من التصور بالكنية لا ينافي كون الأول مطلوبا قد يتعلق به الغرض، دون الثاني والأولى أن تعيين جهة المجهولية للذات لكونها اغلب وأنسب لمن هو بصدد معرفة حقائق الأشياى فلذا حمل الشارح الذات في عبارة المصسف على الحقيقة ولم يحمله على ذات المطلوب حتى يشمل أنواع التعريفات، كما سياتي مثله على أن يه تنبيها على الترجيهين
مخ ۱۱۱