104

============================================================

المرصد الثالث - المقصد الثالث: التصور والتصديق بعضه ضروري بالوجدان إلا بالنظر) لأنه لا طريق لنا إلى العلم مقدورا سواه، فإن الإلهام والتعليم غير مقدررين لنا بلا شبهة، وكذلك التصفية لاحتياجها إلى مجاهدات قلما يفي بها مزاج، ولا معنى لكون العلم كسبيا مقدورا سوى أن طريقه مقدور، (فهو) أى النظري (عند الكسبي وتعريفا هما متلازمان) فإن كل علم مقدور لنا يتضمنه النظر الصحيح، وكل ما يتضمته النظر الصحيح فهو مقدور لنا (ومن يرى جواز الكسب بغيره) بناء على أنه يجوز أن يكون هناك طريق آخر مقدور لنا، وإن لم نطلع عليه (جمله أخص) بحسب المفهوم (من الكسبي لكنه) أي النظري (يلازمه) أي الكسبي (عادة بالاتفاق) من الفريقين.

(المقصد الثالث : أن كلا من التصور والتصديق بعضه ضروري بالوجدان] (أن كلا من التصور والتصديق بعضه ضروري بالوجدان) فإن كل عاقل يجد من قوله: (غير مقدور بن) لكونهما فعل الغيرن قوله: (لاحتياجها إلخ) فلا يكون مقدورا للمخلوق لأن المراد منه ان يكون مقدورا للكل، أو الأكثر والتصفية ليس مقدورا إلا يالنسبة إلى الأقل الذي يفي مزاجه بالمجاهدات الشاقة، فاندفع ما قيل أن الاحتياج المذكور يقتضي صعربة الحصول لا تعذره ليخرج عن المقدورية.

قوله: (ولا معنى لكون العلم إلخ) إذ لا قدرة عليه إلا باعتبار التحصيل بسبب من الاسباب.

قوله: (فإن كل عاقل إلخ) أشار بذكر كل إلى ان الوجدان المذكور معلوم الاشتراك بين الكل، فيكون حجة بخلاف الوجدان الذي لا يقطع باشتراكه فإنه لا يكون حجة على الغير إلا بعد إثبات الاشتراك: قوله: (لاحتياجها إلى مجاهدات إلخ) قد يناقش فيه بأن الاحتياج إلى ما ذكره يقتضي صعوبة الحصول لا تعذره، ليخرج عن المقدورية ولهذا جملوا القدرة مبدأ لممني في المحيوان يه، يمكن أن يصدر عنه افعال شاقة بل التوجه التام المستتبع للإلهام استتباعا عاديا، كاستتباع النظر للنتيجة على ما هو طريق حكماء الهند طريق مقدور ايضا، وسيأتي تتمة لهذا الكلام.

قوله: (فان كل علم مقدور لتا يعضمته النظر الصحيح) مبني على ما أشرنا إليه من أن التوقف على الأمور الغير المقدورة معتبر في البديهيات اعتباره في الحسيات.

قوله: (ضرورى بالوجدات) إن قلت: الوجدان ليس يحجة على الغير، قلت: المنكر إما مماند يجحد الحق مع عرفانه، تيعرض عنه لأن المكابرة تسد باب المناظرة، وإما جاهل بمعنى ما أنكره، فيفهم معناه ليرجع إلى وجدانه، ويعود عن إنكاره كذا ذكره الشارح في حواشي شرح المختصر، وبهذا يعلم أن التشيث بالوجدان تارة يسمع في باب المناظرة، وأخرى يرد بأنه ليس بحجة على الغير، وكان السر في ذلك أن الأحكام متفاوتة جلاء، وخفاء فيدور عليه القبول

مخ ۱۰۴