شرف المصطفی
شرف المصطفى
خپرندوی
دار البشائر الإسلامية - مكة
د ایډیشن شمېره
الأولى - 1424 هـ
دونه ودون ولده، فقبل منه واستكتمه كيلا يمنعه أخواله عن حمله وعهد- فينا لرأيت جمالا وهيبة وشرفا، لقد نظرت إليه وهو يناضل فتيانا من أخواله فيدخل مرماتيه جميعا في مثل راحتي هذه ويقول كلما فسق: أنا ابن عمرو العلى، فقال المطلب: لا أمسي حتى أخرج إليه فأقدم به، فقال ثابت: ما أرى سلمى تدفعه إليك ولا أخواله، هم أضن به من ذلك، وما عليك أن تدعه فيكون في أخواله حتى يكون هو الذي يقدم عليك إلى ما ههنا راغبا فيك، فقال المطلب: يا أبا أوس ما كنت لأدعه هناك ويترك مآثر قومه وسطته وشرفه في قومه ما قد علمت، فخرج المطلب فورد المدينة فنزل في ناحية وجعل يسأل عنه حتى وجده يرمي في فتيان من أخواله فلما رآه عرف شبه أبيه فيه ففاضت عيناه وضمه إليه وكساه حلة يمانية وأنشأ يقول:
عرفت شيبة والنجار قد حفلت ... أبناؤها حوله بالنبل تنتضل
عرفت أجلاده منا وشيمته ... ففاض مني عليه وابل سبل
وذكر القصة بطولها، ويأتي تخريجها.
قوله: «واستكتمه كيلا يمنعه أخواله» :
كذا في رواية، وفي رواية أخرى أنه أخذه بإذنهم فبعد أن رآه وعرفه وعرفت سلمى أمه بقدومه دعته إلى النزول عليهم فقال : شأني أخف من ذلك، ما أريد أن أحل عقدة حتى أقبض ابن أخي وألحقه ببلده وقومه، فقالت: لست بمرسلته معك، وأغلظت له القول، فقال المطلب: لا تفعلي، فإني غير منصرف حتى أخرج به معي، ابن أخي قد بلغ وهو غريب في غير قومه، ونحن أهل بيت شرف قومنا، والمقام ببلده خير له من المقام هاهنا، وهو ابنك حيث كان، فلما رأت أنه غير مقصر حتى يخرج به استنظرته ثلاثة أيام، وتحول إليهم فنزل عندهم فأقام ثلاثا ثم احتمله وانطلقا جميعا، فأنشأ المطلب يقول:
أبلغ بني النجار إن جئتهم ... أني منهم وابنهم والخميس
رأيتهم قوما إذا جئتهم ... هووا لقائي وأحبوا حسيسي
مخ ۳۳۳