151

شان دعا

شأن الدعاء

پوهندوی

أحمد يوسف الدّقاق

خپرندوی

دار الثقافة العربية

ژانرونه

ادب
تصوف
[٤٠] وَقَالَ أعْشَى بَنِي مَازِنٍْ لِرَسُولِ الله ﷺ حينَ قَدِمَ عليه: يَا سَيدَ الناس ودَيَّانَ العرب ومما جَرَتْ بِهِ عَادَةُ الحكامِ فِي تَغْلِيْظِ الأيمَانِ وَتَوْكِيْدِهَا، إذَا حَلَّفُوا الرجُلَ لِخَصْمِهِ، أنْ يَقُوْلُوا: باللهِ الطالِبِ الغَالِبِ المهْلِكِ المدرك (١) فِي نَظَائِرِهَا، وَلَيْسَ يَسْتَحِق شَيْءٌ مِنْ هَذِه الأمُوْرِ أنْ يُطْلَقَ في بَاب صِفَاتِ الله -جَل وَعَز- وَأسْمَائِهِ، وإنمَا اسْتَحْسَنُوا ذِكرَهَا فِي الأيمَانِ لِيَقَعَ الرَّدْعُ بِهَا فَتَكُونَ أدنى (٢) لِلْحَالِفِ أنْ لاَ يَسْتَحِل حَق أخِيْهِ بِيَمِيْن كَاذِبَةٍ لأنه إذَا تُوُعِّدَ بِالطالِبِ والغَالِبِ، استشْعَرَ الخَوْفَ، وَارْتَدَع عَنِ الظلْمِ، إذْ كَانَ يَعْلَمُ أن الله [تعالى] (٣) سَيُطَالِبُهُ بِحَق أخِيْهِ، وأنه سَيَغْلِبُهُ عَلَى انْتِزَاعِهِ مِنْهُ، وَيَقْهَرُهُ عَلَيْهِ. وَإذَا قَالَ: المُهْلِكُ المُدْرِكُ، عَلِمَ أنهُ يُدْرِكهُ إذَا طَلَبَهُ، وَيهلِكهُ إذَا عَاقَبَهُ. وَإنما إضَافَةُ هَذِهِ الأفْعَالِ إلَيْهِ عَلَى مَعْنَى المُجَازَاةِ مِنْهُ لِهَذَا الظاِلم عَلَى مَا يَرْتَكِبُهُ مِنَ الإثمِ، وَعَلَى مَا يَستبِيْحهُ مِنْ حق أخِيْهِ المُسْلِمِ. وَلَو جَازَ أنْ يُعَد ذلِكَ في أسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، لَجَازَ أنْ

[٤٠] البيت من أرجوزة أخرجها الإمام أحمد في المسند ٢/ ٢٠١، ٢٠٢ من حديث أعشى بني مازن (واسمه عبد الله بن الأعور) يذكر فيها قصة نشوز زوجه للنبي ﷺ. _________ (١) في (ت): "تقدم المدرك على المهلك". (٢) في (م): "أدب". (٣) زيادة من (ت) وفي (م): "سبحانه".

1 / 106