شجره در: داستان تاریخي
شجرة الدر: قصة تاريخية
ژانرونه
فبرقت عينا أمه وسرحت بخواطرها تتخطى الزمان والمكان وثبا، فكأن قد رأت نفسها على عرش مصر سلطانة ورأت فتاها، فلم يردها من سرحتها إلا حاضنة الصبي قد افتر ثغرها عن ابتسامة الأمل وهي تقول: سيبلغ حيث أردت يا مولاي بتوفيق الله، وتهتف باسمه الخلائق في شرق الأرض وغربها، ويفيض المجد على كل من حوله من آل بيته!
قالت شجرة الدر وقد اتسعت نفسها حتى شملت كل ما حولها برا ورحمة: ويفيض بره على حاضنته خاتون التي بشرت بما يبلغه من المجد قبل أن يدرج من مهده!
قالت الحاضنة: وتكون كل سعادتي يومئذ يا مولاتي أن أباهي بأنني حاضنة السلطان خليل وصفية أمه، إن راقك يا مولاتي أن تصطفي مثل جاريتك خاتون!
فربتت الأميرة كتفها قائلة: بل إن أمه يومئذ لتباهي بأنك حاضنة ولدها!
ودس الأمير يده في جيبه ونثر كيسا من ذهب في حجر الجارية، ثم انصرف لشأنه وخلى المرأتين تتحاوران إلى جانب مهد الصبي. •••
قالت خاتون: إن لأبي زهرة المنجم يا مولاتي أسبابا وثيقة إلى الغيب، وإنه لشيخ قد عمي وكف بصره، ولكنه فيما يروي من أنباء الغد كأنما يقرأ في لوح مسطور!
قالت شجرة الدر: وتؤمنين بما يهرف به هؤلاء المشعوذون يا خاتون؟
قالت: إنه إلا يصدق يا مولاتي فيما يحدث به من أنباء الغيب، فحسبه أن يبذر بذور الأمل وينشر السلام والطمأنينة، وقد استمعت إليه منذ أيام يتحدث إلى جهان ماشطة مولاتي حديثا ما يزال له حمرة في وجنتيها وبريق في عينيها، كأن قد بلغت كل المنى، وما زاد الأمر على حديث سمعته!
قالت شجرة الدر جادة: ماشطتي جهان؟ فادعيها إلي لأسمع حديثها!
فعضت خاتون على شفتها وقالت: معذرة يا مولاتي، فما قصدت أن أفشي سر جارية من جواري مولاتي تخلص لها الحب، وإنما استرسل بي الحديث وأغراني عطف مولاتي!
ناپیژندل شوی مخ