په بروکلین کې وده کونکی ونه
شجرة تنمو في بروكلين
ژانرونه
وكان جون في معظم الأحوال عجينة لينة في يد سيسي، ولكنه في ذلك الأمر بالذات يرفض أن ينساق في طريقها، ويصر دائما على أنه لو أصبح لهما طفل، فلا بد أن يكون ابنه هو، وليس ابن رجل آخر، وعلمت سيسي أنه يعني ما يقول، بل إنها كانت تكن له نوعا من الاحترام من أجل موقفه ولكنها كانت مضطرة إلى أن يكون لها طفل يعيش.
واكتشفت سيسي بمحض المصادفة أن فتاة جميلة في السادسة عشرة من عمرها، تعيش في ماسبيث قد تورطت من رجل متزوج حملت منه، وحبسها أهلها، وهم من أهل صقلية جاءوا أخيرا من العالم القديم، في حجرة مظلمة حتى لا يتسنى للجيران أن يقع بصرهم على عارها، وهو يتكشف يوما بعد يوم، وتركها أبوها تعيش على طعام مكون من الخبز والماء فحسب، وكانت له نظرية في أن ذلك خليق بأن يضعفها؛ فتموت هي وطفلها ساعة الوضع، ولم يترك الأب مالا بالبيت حين يخرج إلى عمله في الصباح، حتى لا تطعم الأم الحنون ابنتها لوسيا في غيابه، وكان يحضر كل مساء حين يعود إلى البيت حقيبة مليئة بالأطعمة، ويحرص على ألا يتسرب شيء من الطعام ويدخر للفتاة، وكان يعطي الفتاة بعد أن تفرغ الأسرة من طعامها نصيبها اليومي المقرر، وهو نصف رغيف من الخبز وإبريق ماء.
وصدمت سيسي حين سمعت بهذا التجويع وتلك القسوة ودبرت أمرا، وظنت إذ رأت ذلك منهم أن الأسرة سوف ترحب بالتخلص من الطفل عند ولادته، وقررت أن ترى هؤلاء الناس، فإذا بدت عليهم أمارات الصحة والعافية، فسوف تعرض عليهم أن تأخذ الطفل.
ورفضت الأم أن تسمح لها بدخول البيت حين مضت لزيارتهم، وعادت إليها سيسي في اليوم التالي، وقد ثبتت شارة على معطفها، وطرقت الباب وأشارت إلى الشارة حين انفرج الباب عن شق ضيق، وطلبت الدخول في صرامة، وسمحت لها الأم المرتاعة بالدخول، وظنت أنها من إدارة الهجرة، ولم تكن الأم تعرف القراءة ولا الكتابة، وإلا لقرأت كلمات الشارة التي تقول: «مفتش الدواجن» وبدأت سيسي الهجوم، وانتاب الفتاة الحامل شعور بالرعب والتحدي، وبدت أيضا نحيلة جدا من جراء الحرمان من الأكل، وهددت سيسي أم الفتاة بالقبض عليها إذا لم تحسن معاملتها، وتكلمت الأم بلغة إنجليزية ركيكة والدموع تنهمر من عينيها عن العار الذي سيلحق بهم، وما يفكر فيه الأب من تجويع الفتاة وجنينها حتى يدركهما الموت، وتكلمت سيسي مع الأم وابنتها لوسيا طول النهار، وعمدت في معظم كلامها إلى التمثيل الصامت، واستطاعت سيسي في النهاية أن تفهمها أنها مستعدة لتأخذ الطفل منهما فور ولادته، وغمرت الأم، بعد أن فهمت أخيرا، يد سيسي بقبلات الشكر والامتنان، وأصبحت سيسي منذ ذلك اليوم صديقة الأسرة تحبها أشد الحب وتثق بها كل الثقة.
ونظفت سيسي شقتها بعد أن خرج جوني إلى عمله في الصباح، وطهت قدرا من الطعام للوسيا، وأخذته معها إلى البيت الإيطالي وأطعمت لوسيا جيدا بطعام يجمع بين طريقة الأيرلنديين والألمان، وكانت لها نظرية بأن الطفل إذا امتص مثل هذا الطعام قبل الولادة، فسوف يشبه الإيطاليين شبها كبيرا.
وعنيت سيسي بلوسيا، وأخذتها معها إلى المتنزه وجعلتها تجلس في الشمس، وكانت سيسي خلال صداقتهما الغريبة تتفانى من أجل الفتاة، وتقوم معها بدور الرفيق المرح، وأحبت لوسيا سيسي حتى العبادة؛ فقد كانت هي الإنسانة الوحيدة التي عاملتها بحنان في ذلك العالم الجديد، وأحبت الأسرة جميعا سيسي (فيما عدا الأب الذي لم يعلم بوجودها)، واشتركت الأم والأطفال الآخرون فرحين في مؤامرة على الأب ليظل جاهلا بالأمر، فكانوا يحبسون لوسيا في حجرتها المظلمة حين يسمعون وقع قدمي الأب على السلم.
لم يستطيع أفراد الأسرة أن يتكلموا الإنجليزية جيدا، ولم تكن سيسي تعرف اللغة الإيطالية، ولكنهم بمرور الشهور تعلموا بعض الإنجليزية منها، وتعلمت هي منهم بعض الإيطالية، فاستطاعوا أن يتبادلوا الحديث، ولم تذكر سيسي اسمها قط فنادوها باسم تمثال الحرية، تيمنا باسم السيدة التي تحمل المشعل، وهي أول ما يراه القادم إلى أمريكا.
وغمرت سيسي بعنايتها لوسيا وطفلها المرتقب والأسرة جميعا، وأعلنت سيسي لأصدقائها وأسرتها حين استقرت الأمور واتفقت على كل شيء، أنها حامل بطفل آخر، ولم يحفل أحد بالأمر؛ فقد كانت سيسي تحمل دائما.
وعثرت على قابلة مغمورة، ودفعت لها مقدما أتعاب الولادة وأعطتها ورقة كانت قد طلبت من كاتي أن توقع عليها باسمها وباسم زوجها جون واسم سيسي قبل الزواج، وقالت للقابلة إنها يجب أن تقدم الورقة إلى مكتب الصحة بعد الولادة مباشرة، واعتقدت القابلة الجاهلة التي لم تعرف الإيطالية (وقد تأكدت سيسي من ذلك حين استأجرتها) أن الأسماء التي أعطيت لها كانت أسماء الأم والأب، ورغبت سيسي في أن تكون شهادة الميلاد قانونية.
وكانت سيسي قد أخذت الأمر مأخذ الواقع الصرف في شأن حملها نيابة عن لوسيا، لدرجة أنها تخيلت أنها تشعر بالغثيان في صباح الأسابيع الأولى، وحينما أعلنت لوسيا أنها شعرت بحركة الجنين، أخبرت سيسي زوجها أنها شعرت بحركة الجنين.
ناپیژندل شوی مخ