شاعر غزل عمر بن ابي ربيعة
شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة
ژانرونه
قم فاخرج عني!
فقام فخرج ثم ردته وقالت له: لولا وشك الرحيل وخوف الفوت ومحبتي لمناجاتك والاستكثار من محادثتك لأقصيتك، هات الآن كلمني وحدثني وأنشدني.»
قال عمر وهو يقص هذه القصة: «فكلمت آدب الناس وأعلمهم بكل شيء، ثم نهضت وأبطأت العجوز وخلا لي البيت، وأخذت أنظر فإذا بآنية فيها طيب، فأدخلت يدي فيه وخبأتها في كمي، وجاءت تلك العجوز فشدت عيني ونهضت بي تقودني حتى إذا صرت على باب المضرب أخرجت يدي فضربت بها عليه، ثم صرت إلى مضربي فدعوت غلماني ووعدتهم أيهم يدل على باب مضرب عليه طيب، كأنه أثر كف فهو حر وله خمسمائة درهم. فلم ألبث أن جاء بعضهم فقال: قم! فنهضت معه فإذا أنا بالكف طرية وإذا المضرب مضرب فاطمة بنت عبد الملك بن مروان قد أخذت في أهبة الرحيل، فلما نفرت نفرت معها فبصرت في طريقها بقباب ومضرب وهيئة جميلة فسألت عن ذلك فقيل لها: هذا عمر بن أبي ربيعة. فتخوفت وقالت للعجوز التي كانت ترسلها إلي قولي له: نشدتك الله والرحم ما شأنك؟ وما الذي تريد؟ انصرف! ولا تفضحني وتشيط بدمك.
قال: فأبلغتني العجوز رسالتها، فقلت: لست بمنصرف أو توجه إلي بقميصها الذي يلي جسدها. ففعلت ووجهت إلي بقميص من ثيابها، فزادني ذلك شغفا ولم أزل أتبعهم ولا أخالطهم حتى إذا صاروا على أميال من دمشق انصرفت، وفي ذلك أقول:
ضاق الغداة بحاجتي صبري
ويئست بعد تقارب الأمر
إلى آخر الأبيات.» •••
وكان النساء يتعرضن له ويعبثن باستدعائه لتزجية الوقت في الحديث والمناجاة، وحكى بعض ما اتفق له من ذلك فقال: «بينا أنا منذ أعوام جالس إذ أتاني خالد الخريت فقال لي: يا أبا الخطاب! مرت بي أربع نسوة قبيل العشاء يردن موضع كذا وكذا لم أر مثلهن في بدو ولا حضر، وفيهن هند بنت الحارث المرية، فهل لك أن تأتيهن متنكرا فتسمع من حديثهن وتتمتع بالنظر إليهن ولا يعلمن من أنت؟ فقلت له: ويحك! وكيف لي أن أخفي نفسي؟ قال: تلبس لبس أعرابي، ثم تجلس على قعود فلا يشعرن إلا بك قد هجمت عليهن. ففعلت ما قال ثم أتيتهن فسلمت عليهن ووقفت بقربهن، فسألنني أن أنشدهن وأحدثهن فأنشدتهن لكثير وجميل والأحوص ونصيب وغيرهم. فقلن لي: ويحك يا أعرابي ما أملحك وأظرفك! لو نزلت فتحدثت معنا يومنا هذا فإذا أمسيت انصرفت في حفظ الله؟ فأنخت بعيري ثم تحدثت معهن وأنشدتهن فسررن بي وجذلن بقربي وأعجبهن حديثي ... ثم إنهن تغامزن وجعل بعضهن يقول لبعض: كأنا نعرف هذا الأعرابي! ما أشبهه بعمر بن أبي ربيعة، فقالت إحداهن: هو والله عمر. فمدت هند يدها فانتزعت عمامتي فألقتها عن رأسي ثم قالت لي: هيه يا عمر! أتراك خدعتنا منذ اليوم! بل نحن والله خدعناك واحتلنا عليك بخالد، فأرسلناه إليك لتأتينا في أسوأ هيئة ونحن كما ترى.» •••
وكان يتتبع كل جميلة يسمع بها ليحادثها ويتغزل بها ولو لم تقع عينه عليها.
حدث قدامة بن موسى قال: «خرجت بأختي زينب إلى العمرة، فلما كانت بسرف - على عشرة أميال من مكة - لقيني عمر بن أبي ربيعة على فرس فسلم علي، فقلت له: إلى أين أراك متوجها يا أبا الخطاب؟ فقال: ذكرت لي امرأة من قومي بزرة الجمال فأردت الحديث معها! فقلت: هل علمت أنها أختي؟ فقال: لا. واستحيا وثنى عنق فرسه راجعا إلى مكة.» •••
ناپیژندل شوی مخ