شاعر غزل عمر بن ابي ربيعة
شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة
ژانرونه
وإنما يكونان كذلك لملكة فيهما، توجد فيمن يخالط النساء جميعا وفيمن يعشق المرأة الواحدة ، كما توجد في غير هذين من عامة الرجال.
فماذا كان ذوق الجمال عند ابن أبي ربيعة شاعر الغزل، وأكثر شعراء عصره مخالطة لبناته الغزلات المشهورات بالجمال؟
كان ذوقه قبل كل شيء هو الذوق الطبيعي الذي يتفق لكل من كان مثله في الأصل والنشأة والبيئة.
فهو عربي حضري مترف مولع بمعاشرة النساء، وكل من كان عربيا حضريا مترفا فلن يكون ذوقه في جمال المرأة إلا كذوق عمر بن أبي ربيعة، كما رأيناه في شعره وأخباره.
فكان ذوق العرب عامة في الجمال ذوق الفطرة السليمة، التي لم يفسدها الترف ولم تغيرها بدع الحضارة. وكانوا يستحسنون من جمال المرأة الوضاحة والهيف والرشاقة والخفر، ويشيدون بهذه الشمائل في كل ما روي عنهم من غزل البداوة، وكانوا يحبون مع الهيف والرشاقة أن تكون المرأة بارزة النهود والروادف، وهو ذوق لا يخرج بهم عن سواء الفطرة كما يثبته لنا حب الجمال وعلم وظائف الأعضاء. فهم في ذلك أصح ذوقا من أساتذة التجميل المعاصرين، الذين أوشكوا أن يسووا بين قامة المرأة الجميلة وقامة الرجل الجميل في استواء الأعضاء، فما يعيب المرأة عضويا أو «فزيولوجيا» أن تكون رسحاء ضئيلة الردفين؛ لأنها خلقت بحوض عريض ملحوظ فيه تكوين الجنين، فإذا كانت صحيحة البنية سوية الخلق وجب أن تكتسي عظام فخذيها وعجيزتها، وأن يمتلئ فيها هذا الجانب من جسمها، وإلا أشار هزاله إلى آفة في تكوين الجسم لا توافق حاسة الجمال.
وكذلك يستحسن الخصر الدقيق في المرأة؛ لأن ضخامة المعدة قد تؤذي الجنين، وتضغط عليه في الرحم، وتشير إلى التزيد في الطعام فوق ما تستدعيه وظائف الحياة في جسم الإنسان.
فالذوق العربي في دقة الخصور وبروز الأرداف ذوق محمود يزكيه حب التنسيق، كما يزكيه تكوين وظائف الأعضاء، وحمادى الحسن في المرأة أن تكون كما وصفها كعب بن زهير:
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
لا يشتكى قصر منها ولا طول
وهو الذوق الذي يجري عليه ابن أبي ربيعة، كما يجري عليه «العرف القومي» حين يقول:
ناپیژندل شوی مخ