شاعر غزل عمر بن ابي ربيعة
شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة
ژانرونه
قالوا: والله ما نحس من نسائنا ببلاء، وما نعرف عنهن إلا العفة والكرم. ولكن فيكم الذي قلتم!
قالوا: فإنا نبعث رجلا إلى بيوتكم يا بني قشير إذا غدت الرجال وأخلف النساء، وتبعثون رجلا إلى بيوتنا، ونتحالف أنه لا يتقدم رجل منا إلى زوجة ولا أخت ولا بنت ولا يعلمها بشيء مما دار بين القوم.
حتى إذا كان الغد غدوا إلى الماء وتحالفوا أنه لا يعود إلى البيوت منهم أحد دون الليل. وغدا مياد الجرمي إلى القشيريات، وغدا يزيد بن الطثرية إلى الجرميات، فظل عندهن بأكرم مظل لا يصير إلى واحدة منهن إلا افتتنت به وتابعته إلى المودة والإخاء، وقبض منها رهنا، وسألته ألا يدخل من بيوت جرم إلا بيتها. فيقول: وأي شيء تخافين وقد أخذت مني المواثيق وليس لأحد في قلبي نصيب غيرك؟
ثم صليت العصر فانصرف يزيد بفتخ
11
وبراقع، مكحولا مدهونا شبعان ريان مرجل اللمة.
أما مياد الجرمي فظل يدور بين بيوت القشيريات مرجوما مقصى لا يتقرب إلى بيت إلا استقبلته الولائد بالعمد والجندل، فتهالك لهن وظن أنه ارتياد منهن له، حتى أخذه ضرب كثير بالجندل ورأى اليأس منهن وجهده العطش، فانصرف إلى سمرة قريبا إلى نصف النهار نام تحتها نويمة وتوسد يديه فسكن بعض ما به من ألم الضرب وبرد عطشه قليلا، ثم قرب على الماء حتى ورد على القوم قبل يزيد، فوجد أمة تذود غنما في بعض الظعن فأخذ برقعها وألقى به وهو يقول: برقع واحدة من نسائكم! وجاءت الأمة تعدو فتعلقت ببرقعها فردوه عليها وهو خجل.
ثم أقبل يزيد ممسيا وقد كاد القوم أن يتفرقوا، فنثر كمه بين أيديهم ملآن براقع وفتخا، وقد حلف القوم ألا يعرف رجل شيئا إلا رفعه.
فلما نثر ما معه اسودت وجوه جرم وأمسكوا بأيديهم إمساكا ... فقالت قشير: أنتم تعرفون ما كان بيننا أمس من المواثيق، فمن شاء أن ينصرف إلى حرام فليمسك يده ... •••
وأعجب من هذا في استباحة الغزل أو استحسانه ما رواه ياقوت في مادة «رباط» من معجم البلدان؛ حيث قال في وصف أهل هذا البلد: «أهله عرب، وزيهم زي العرب القديم، وفيهم صلاح مع شراسة في خلقهم وزعارة وتعصب، وفيهم قلة غيرة كأنهم اكتسبوها بالعادة. وذلك أنه في كل ليلة تخرج نساؤهم إلى ظاهر مدينتهم، ويسامرن الرجال الذين لا حرمة بينهن وبينهم، ويلاعبنهم ويجالسنهم إلى أن يذهب أكثر الليل، فيجوز الرجل على زوجته وأخته وأمه وعمته وإذا هي تلاعب آخر وتحادثه فيعرض عنها، ويمضي على امرأة غيره فيجالسها كما فعل بزوجته.
ناپیژندل شوی مخ