275

يقول هيكل في كتابه « حياة محمد » في هذا الصدد « لقد ترك موت ولدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نفس النبي اثرا عميقا حتى إذا جيء بزيد بن حارثة يباع طلب إلى « خديجة » أن تبتاعه ففعلت ثم اعتقه وتبناه » (1).

ولكن اكثر المؤرخين يقولون : ان « حكيم بن حزام » قد اشتراه لعمته « خديجة بنت خويلد » ، وقد أحبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لذكائه وطهره ، فوهبته « خديجة » له عند زواجه صلى الله عليه وآله وسلم منها.

ففتش عنه والده « حارثة » حتى عرف بمكانه في مكة ، فقدمها ، ودخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يأذن لزيد ليرحل معه إلى موطنه ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخيره بين المقام معه صلى الله عليه وآله وسلم والرحيل إلى موطنه مع أبيه ، فاختار المقام مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما وجد من خلقه ، وحنانه ، ولطفه العظيم فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك اخرجه إلى الحجر واعتقه ثم تبناه على مرأى من الناس ومسمع قائلا : « يا من حضر اشهدوا أن زيدا ابني » (2).

بداية الخلاف بين الوثنيين :

لقد أوجدت البعثة النبوية خلافا واختلافا كبيرا في أوساط قريش وفرقت صفوفهم ، غير أن هذا الاختلاف قد وجدت أسبابه وعوامله ، وظهرت بوادره وعلائمه قبل البعثة المباركة.

فقد أبدى جماعة من الناس في الجزيرة العربية استياءهم من دين العرب وانكروا عقائدهم الباطلة ، وطالما كانوا يتحدثون عن قرب ظهور النبي العربي الذي يتم على يديه إحياء التوحيد.

وكان اليهود يتوعدون أهل الاصنام بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقولون :

مخ ۲۸۰