273

أولاد خديجة :

لا ريب في أن وجود الأولاد في الحياة العائلية مما يقوي أواصر الوشيجة الزوجية ، ويعمق جذورها ، ويمنح الجو العائلي بهاء ، ورونقا ، وجمالا خاصا.

ولقد أنجبت « خديجة » لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ستة من الأولاد اثنين من الذكور ، أكبرهما « القاسم » ثم « عبد الله » اللذان كانا يدعيان ب : « الطاهر » و « الطيب » واربعة من الإناث.

كتب ابن هشام يقول في هذا الصدد : اكبر بناته رقية ثم زينب ثم ام كلثوم ، ثم فاطمة.

فأما الذكور من أولاده صلى الله عليه وآله وسلم فماتوا قبل البعثة ، وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام (1).

ورغم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد عرف بصبره وجلده في الحوادث والنوائب فربما انعكست احزانه القلبية في قطرات دموعه الساخنة المنحدرة على خديه الشريفين في موت أولاده.

ولقد بلغ به الحزن والغم لموت ولده « إبراهيم » من زوجته مارية القبطية حدا لم يحدث لغيره من أولاده ، إلا أنه رغم ذلك الحزن الآخذ من قلبه مأخذا لم يفتر لسانه عن حمد الله وشكره حتى أن اعرابيا اعترض عليه صلى الله عليه وآله وسلم لما وجده يبكي على ولده قائلا : أولم تكن نهيت عن البكاء اجابه بقوله :

« انما هذا رحمة ، ومن لا يرحم لا يرحم (2)».

حدس لا أساس له من الواقع!!

لقد كتب الدكتور هيكل في كتابه : « حياة محمد » يقول : « لا ريب أن

مخ ۲۷۸