10
من الزواج
إلى البعثة
تعتبر فترة الشباب من أهم وأخطر الفترات في حياة الإنسان ففي هذه الفترة تبلغ الغريزة الجنسية نضجها وكمالها ، وتصبح النفس البشرية لعبة في أيدي الأهواء ويغلب طوفان الشهوة على فضاء العقل ، ويغطي الظلام سماء التفكير ، وتشتد حاكمية الغرائز المادية ، وتتضاءل شعلة العقل ، وتترائى أمام عيون الشباب بين الحين والآخر ، وصباح مساء صروح عظيمة من الآمال الخيالية.
ولو ملك الإنسان في مثل هذه الفترة شيئا من الثروة ، لتحولت حياته إلى مسألة في غاية الخطورة فالغرائز الحيوانية ، وصحة المزاج من جهة والامكانات المادية والمالية من جهة اخرى تتعاضدان وتغرقان المرء في بحر من الشهوات ، والنزوات ، وتهيئان له عالما بعيدا عن التفكير في المستقبل.
ومن هنا يصف المربون العلماء تلك الفترة الحساسة بأنها الحد الفاصل بين الشقاء والسعادة ، والفترة التي قلما يستطيع شاب أن يرسم لنفسه فيها مسارا معقولا ، ويختار لنفسه طريقا واضحا على امل الحصول على الملكات الفاضلة ، والنفسية الرفيعة الطاهرة التي تحفظه عن أي خطر متوقع (1). حقا إن كبح جماح
مخ ۲۷۵