سیف او اور په سوډان کې

سلاطین باشا d. 1351 AH
131

سیف او اور په سوډان کې

السيف والنار في السودان

ژانرونه

أما الخيول فمسرجة بأقمشة مبطنة، وقد يكون هناك شبه بين تلك الأغطية المبطنة وبين ما كان يضعه الفرسان على خيولهم وقت المبارزة في العصور القديمة. ولا نكون مغالين إذا قلنا إن المتفرج يوم استعراض الجند على خيولهم يظن أنه في حفلة من حفلات القرون الوسطى أو ما قبلها.

عندما تنتهي «التشريفات» بنهاية اليوم الثالث من أيام العيد، يعود الجنود مع ضباطهم إلى ثكناتهم في البلاد المجاورة. •••

سأعرض على القراء الآن صورة موجزة للرأي والأغراض السياسية التي كان ينزع إليها الخليفة عبد الله. فأكرر ما قلته أكثر من مرة بأن المهدي عندما أعلن نفسه هاديا للمسلمين في السودان، منح حق الخلافة بعده إلى ثلاثة أشخاص في السودان؛ هم: عبد الله، وعلي واد هلو، ومحمد شريف. على أن يخلفه بعد موته أولهم، ثم يعقب الاثنان الآخران عبد الله بعد موته في حالة بقائهما على قيد الحياة بعده.

نفذ القضاء في المهدي، فتولى الخلافة بعد موته أول الثلاثة عبد الله، ولكن الخليفة الجديد «عبد الله» لم يفتأ - من اللحظة التي تولى فيها الحكم - يدس للاثنين الآخرين، باذلا جهده في تقوية نفوذه وإعلاء كلمته، وجعل الخلافة وراثية في أسرته، فلم يرض ذلك الثوريين من طبقة الأشراف الذين عدوا أنفسهم أكبر السودانيين قدرا، وذلك راجع إلى صلتهم بالمهدي، ومع ذلك قدموا التحية لعبد الله خوفا من السقوط الذي يصيبهم من جراء إشهار العداء للخليفة. إلا أن عبد الله كان واقفا على حقيقة نيات منافسيه، فضم إلى حاشيته الكثير من فصائل السودانيين التابعين قبلا لعلي واد هلو ومحمد شريف؛ حتى يعينوه بإخلاص له على مصادمة منازعيه في الخلافة.

ليس بدعا أن يشاهد السياسي كل ذلك الجزع من جانب عبد الله؛ فإنه غريب عن أم درمان، ولم يكن في حياته سوى رجل غامض الأسرار من قبيلة غريبة؛ وإذن هو غريب جدا عن البلاد الداخلية، وكان - بذكائه وبما يصل إليه من تقارير أتباعه - على ثقة أنه لن يستطيع الاستناد إلى تأييد الجعليين والدنقليين وسكان الجزيرة وغيرهم من قبائل وادي النيل؛ وإذن اضطر لإرسال مندوبين سريين إلى القبائل الغربية في الناحية الغربية ليغريهم بالحج إلى قبر المهدي والمهاجرة إلى وادي النيل.

سعى مندوبو عبد الله ورسله في الجهات المجاورة لأم درمان سعيا حثيثا في سبيل الوصول إلى إغراء الناس بالمهاجرة إلى قبر المهدي والبقاء في الأرض التي تقل جثمانه، فدعوا الناس إلى التمتع بخيرات الأرض الجديدة التي ينزحون إليها، ذاكرين لهم بأنهم عبيد الله المختارون، وأنه من مصلحة أولئك المدعوين أن يذهبوا لامتلاك الأرض الجديدة التي يتمتع سكانها الأصليون بثروة كبرى من مال وماشية وعبيد. وقد ذهب المندوبون في إغرائهم سكان الجهات المجاورة إلى حد أن وعدوهم بامتلاك كل ما في الأرض الجديدة.

أثر أولئك المندوبون بدعوتهم الحماسية تأثيرا منتجا في نفوس السذج، فرحل الكثيرون من أفراد القبائل المختلفة إلى أم درمان، وكانوا في ذلك مدفوعين برغبة خالصة في التمتع بالغنى الذي سمعوا عنه، إلا أن عدد القادمين لم يكن كافيا لتعمير وإنماء أم درمان، فعمد الخليفة عبد الله إلى إصدار الأوامر لأميري دارفور وكردوفان حتى ينفذا أوامره بالقوة؛ وتبعا لذلك تدفق سيل المهاجرين، سواء أكانوا طائعين أم مرغمين، وانتهى الأمر إلى نقص عددهم بعد أن سمعوا الشيء الكثير عن الشدة التي يقاسيها من سبقوهم إلى أم درمان.

كانت النتيجة المنطقية لذلك إحاطة الخليفة بالجمع الغفير من قبائل الرحل الغريبين عنه وعن أتباعه، على أن أولئك المهاجرين الجدد لم يألوا جهدا في إقصاء أصحاب الحق الأصليين وإعداد أنفسهم لأن يكونوا الأسياد المسموعة أوامرهم.

لم يمر زمن على أولئك المهاجرين لأم درمان حتى امتلأت بهم وظائف الحكومة الرئيسية، وكان أصحاب القسم الأكبر من هذه الغنيمة رجال التعايشي. وإنك لتكاد ترى جميع الأمراء السابقين في جهة مجهولة؛ بحيث لم تسمع لأحدهم كلمة بعد ذلك، وقد تستثني من ذلك الحكم الأمير عثمان دجنة؛ ويرجع ذلك إلى أن قبائل العرب الشرقية التي يحكمها عثمان يتكلم أفرادها بلهجة لا يعرفها عرب القبائل الغربية، وعلاوة على ذلك أصبح الكثيرون من أفراد تلك القبائل خاضعين للنفوذين المصري والإيطالي، وليس من سبب إلى اتصال القلائل الباقين بعثمان دجنة سوى كونه واحدا منهم. وعلى أية حال فإن قبيلة التعايشي تمكنت من الحصول على السلطان والنفوذ الكاملين في جميع الجهات التي يضرب رجالهم بأرجلهم في أرضها، ولم يكن لهم غرض سوى ملء جيوبهم بالإيراد الضئيل الذي يحصل عليه السوداني الفقير.

مما يذكر عن أوامر الخليفة عبد الله قبل عام 1895 أنه أعطى تعليماته لأميري دنقلة وبربر بإضعاف نفوذ وقوة رجال مديريتيهما إلى أقصى حدود الضعف، فدعا ذلك إلى تجريد السكان من أسلحتهم النارية، وجمع ما لديهم من معدات القتال بحيث ينقص مقدار الموجود من تلك الأسلحة إلى حد لا يخشى معه أي خطر.

ناپیژندل شوی مخ