107

صید خاطر

صيد الخاطر

خپرندوی

دار القلم

د ایډیشن شمېره

الأولى

د خپرونکي ځای

دمشق

ژانرونه

ادب
تصوف
كبياض نهار، ولا ينبغي للمستعمل في الطين أن يلبس نظيف الثياب؛ بل ينبغي أن يصابر ساعات العمل، فإذا فرغ، تنظف، ولبس أجود ثيابه، فمن ترفه وقت العمل، ندم وقت تفريق الأجرة، وعوقب على التواني١ فيما كلف. ٢٩٤- فهذه النبذة تقوي أزر الصبر، وأزيدها بسطًا فأقول: أترى إذا أريد اتخاذ شهداء، فكيف لا يخلق أقوام يبسطون أيديهم لقتل المؤمنين؟! أفيجوز أن يفتك بعمر إلا مثل أبي لؤلؤة٢؟! وبعلي إلا مثل ابن ملجم٣؟! أفيصح أن يقتل يحيى بن زكريا إلا جبار كافر؟! ٢٩٥- ولو أن عين الفهم زال عنها غشاء العشا، لرأت المسبب لا الأسباب، والمقتدر لا الأقدار، فصبرت على بلائه، إيثارا لما يريد. ومن هاهنا ينشأ الرضا، كما قيل لبعض أهل البلاء: ادع الله بالعافية! فقال: أحبه إلي أحبه إلى الله ﷿!! إن كان رضاكم في سهري ... فسلام الله على وسني٤

١ التواني: الضعف والفتور. ٢ فيروز الفارسي المجوسي، قاتل عمر بن الخطاب ﵁. ٣ عبد الرحمن بن ملجم المرادي الخارجي، قاتل علي بن أبي طالب ﵁. ٤ الوسن: النوم الخفيف.

٥٥- فصل: الرضا بالقضاء وما يعين عليه ٢٩٦- لما أنهيت كتابة الفصل المتقدم، هتف بي هاتف من باطني: دعني من شرح الصبر على الأقدار، فإني قد اكتفيت بأنموذج ما شرحت! وصف حال الرضا، فإني أجد نسيمًا من ذكره فيه روح للروح١! فقلت: أيها الهاتف! اسمع الجواب! وافهم الصواب! إن الرضا من جملة ثمرات المعرفة، فإذا عرفته، رضيت بقضائه. ٢٩٧- وقد يجري في ضمن القضاء مرارات، يجد بعض طعمها الراضي، أما العارف، فتقل عنده المرارة، لقوة حلاوة المعرفة، فإذا ترقى بالمعرفة إلى المحبة، صارت مرارة الأقدار حلاوة. كما قال القائل:

١ روح للروح: أي راحة للنفس.

1 / 109