صید خاطر
صيد الخاطر
خپرندوی
دار القلم
د ایډیشن شمېره
الأولى
د خپرونکي ځای
دمشق
يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ﴾ [الزخرف: ٣٣]، ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا﴾ [الإسراء: ١٦] ... وفي القرآن من هذا كثير.
والقسم الثاني: ابتلاء المؤمن بما يلقى، كقوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ﴾ [آل عمران: ١٤٢]، ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا﴾ [البقرة: ٢١٤]، ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ﴾ [التوبة: ١٦] ... وفي القرآن من هذا كثير.
٢٩٠- وأما السنة، فمنقسمة إلى قول وحال:
أما الحال، فإنه ﷺ كان يتقلب على رمال حصير تؤثر في جنبه، فبكى عمر ﵁، وقال: كسرى وقيصر في الحرير والديباج! فقال ﷺ: "أفي شك أنت يا عمر؟! ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟! "١.
وأما القول، فكقوله ﵊: "لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرًا منها شربة ماء"٢.
٢٩١- وأما العقل، فإنه يقوي عساكر الصبر بجنود منها: أن يقول: قد ثبتت عندي الأدلة القاطعة على حكمة المقدر، فلا أترك الأصل الثابت لما يظنه الجاهل خللًا.
٢٩٢- ومنها: أن يقول: ما قد استهولته أيها الناظر من بسط يد العاصي هي قبض في المعنى، وما قد أثر عندك من قبض يد الطائع بسط في المعنى؛ لأن ذلك البسط٣ يوجب عقابًا طويلًا، وهذا القبض٤ يؤثر انبساطًا في الأجر جزيلًا، فزمان الرجلين ينقضي عن قريب، والمراحل تطوى، والركبان في السير٥ الحثيث.
٢٩٣- ومنها: أن يقول: قد ثبت أن المؤمن بالله كالأجير، وأن زمن التكليف
١ رواه البخاري "٢٤٦٨" عن عمر ﵁. ٢ رواه الترمذي "٢٣٢٠"، وابن ماجة "٤١١٠" عن سهل بن سعد ﵁. ٣ البسط: العطاء. ٤ القبض: المنع أو السلب. ٥ زيادة من بعض النسخ المطبوعة.
1 / 108