إن قيل: إن جماعة من رجال الصحيحين وغيرهما كانوا يبغضون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) وهؤلاء: عمرو بن شعيب، وقيس بن أبي حازم، وحريز بن عثمان بالحاء المهملة، والوليد بن كثير، وبهز بن راشد، وعبد الله ابن سالم الأشعري، ومحمد بن زياد بن الربيع، وحصين بن نمير الواسطي.
قيل له: هؤلاء ليسوا في رجال الصحيح كعمرو بن شعيب مع أن عمرو بن شعيب قد روى عنه أهل "الأمالي" من الزيدية مثل: أمالي السمان وغيرهما، وكذا روى عنه المؤيد بالله واحتج به في مواضع من "شرح التجريد" من ذلك: في ركوة مال اليتيم حيث قال: روى الحسن بن سفيان بإسناده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس فقال: (من ولي يتيما له مال فليتجر فيه ولا يتركه حتى تأكله الصدقة) وذكره.
وأخرج الكنجي الشافعي في مناقبه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قلنا: يا رسول الله! من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قلنا: من الرجال؟ قال: فأبوها، إذا قال: فقالت: لم أرك قلت في علي شيئا؟ قال: إن عليا نفسي! هل رأيت أحدا يقول في نفسه شيئا؟ انتهى .
فهذه منقبة وفضيلة رواه المذكور لعلي رضي الله عنه فكيف يكون من رواها ناصبيا؟! الله المستعان وقد أخرج له السيد المرشد بالله في "أماليه" وهو من كبار الزيدية وأفاضلهم رحمه الله تعالى، فما قيل في روايته في الأمالي المرشدين قيل روايته في السنن، وأما بهز بن أسد فالمعروف أنه كان يتحامل على عثمان كما ذكره الذهبي في "الميزان" حيث قال. قال أبو الفتح الأزدي: كان بهز ابن أسد يتحامل على عثمان، قال أبو حاتم: وبهز بن أسد ثقة إمام.
مخ ۴۲