132

نيرانها منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله بأبي (ص) ظلمها، وفرج عن القلوب بهمها، وجلا عن الأبصار عممها، ثم قبضه الله اليه قبض رأفة واختيار رغبة بمحمد (ص) عن تعب هذه الدار، موضوعا عنه اعباء الأوزار، محفوفا بالملائكة الابرار، ورضوان الرب الغفار، وجوار الملك الجبار، فصلى الله عليه، أمينه على الوحي وخيرته من الخلق، ورضيه (عليه السلام) ورحمة الله وبركاته.

ثم قالت (عليها السلام):

وأنتم عباد الله نصب أمره ونهيه، وحملة كتاب الله ووحيه، امناء الله على أنفسكم وبلغاءه الى الامم حولكم. لله فيكم عهد قدمه اليكم، وبقية استخلفها عليكم كتاب الله بينة بصائره، وآي منكشفة سرائره. وبرهان فينا متجلية ظواهره، مديما للبريه استماعه، قائدا الى الرضوان أتباعه، ومؤديا الى النجاة أشياعه (1) فيه تبيان حجج الله المنيرة، ومواعظه المكرورة، ومحارمه المحذورة، واحكامه الكافية، وبيناته الجالية، وجمله الكافية، وشرائعه المكتوبة، ورخصه الموهوبة، ففرض الله الايمان تطهيرا لكم من الشرك، والصلاة تنزيها لكم من الكبر، والزكاة تزييدا لكم في الرزق، والصيام تبيينا (2) امامتنا، والحج تسنية للدين (3) والعدل تنسكا للقلوب (4) وطاعتنا نظاما للملة، وامامتنا لما للفرقة، والجهاد عن الاسلام، والصبر مؤنة للاستيجاب، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة، والبر بالوالدين وقاية من السخطة، وصلة الارحام منسأة للعمر ومنماة للعدد، والقصاص حقنا للدماء. والوفاء بالنذور تعريضا للمغفرة، وتوفية المكائيل والموازين تغييرا للبخسة، واجتناب قذف المحصنات حجابا من اللعنة، والاجتناب عن شرب الخمور تنزيها من الرجس، ومجانبة السرقة ايجابا للعفة،

مخ ۱۳۹