166

فقاطعته ديبوفا: «المطالعة المتبادلة؟ لست بفاهمة!» قالت ذلك بلهجة قد تعد ساخرة، فاحمر وجه الطالب وقال: «أردت أن أقول مطالعة نشترك فيها جميعا، فالغرض من جماعتنا هو تربية الرأي الفردي تربية تفضي إلى أن يتألف في هذه البلدة اتحاد يعطف على الحزب الديمقراطي الاشتراكي.»

فقال إيفانوف: «آها!!» وحك رأسه. «ولكنا سنتناول هذا الموضوع فيما بعد. أما في مبتدأ الأمر فلن نتولى حل شيء من هذه المسائل الكبيرة ...»

فلقنته ديبوفا: «أو الصغيرة.»

فتظاهر جوشنكو بعدم الالتفات إليها وقال: «وسنبدأ بوضع برنامج يتضمن بيانا بالكتب التي ننوي أن نطالعها وأقترح أن نقصر اجتماع الليلة على هذا العمل.»

فسألت ديبوفا: «سولوفتشك. هل سيحضر عمالك؟»

فوثب سولوفتشك كأنما كان لدغ وقال: «نعم سيحضرون ولقد أرسلت في طلبهم.»

فصاح الطالب : «لا ترفع عقيرتك هكذا!»

وقال شافروف وكان يصغي إلى خطاب جوشنكو باحترام: «ها هم أولاء قد حضروا.»

وصر الباب وسمع نباح الكلب وانطلق سولوفتشك من الغرفة وهو يقول: «لقد حضروا.» وصاح بالكلب أن «ارقد يا سلطان.» وسمعوا وقع أقدام ثقيلة وسعالا وأصوات رجال، ثم دخل طالب هندسة شبيه بجوشنكو لولا أنه أسمر وأقل وسامة ودخل معه الحجرة عاملان مستحييان مرتبكان أكفهم خشنة وعلى كل منهم جاكتة قصيرة تحتها قميص أحمر قذر، وكان أحدهما طويلا عريضا تقرأ في وجهه الحليق النحيل آيات الجوع سنين والكمد الباطن المخامر والبغض والسخط المكتومين. أما الثاني فله هيئة الرياضي وهو عريض الكتفين حسن الوجه مجعد الشعر وكان يتلفت حوله كالفلاح إذ يرى مدينة لأول مرة فتقدمهما سولوفتشك وقال بجد ووقار: «أيها السادة هؤلاء ...»

فقاطعه جوشنكو كعادته: «كفى كفى! عموا مساء أيها الرفاق.»

ناپیژندل شوی مخ