وقد ذكر بطلميوس أنه وجد بعد موضع أوج الشمس من نقط المنقلب الصيفي في زمانه أربعة وعشرين جزءا ونصف، وذكر أن إبرخس وجده كذلك.
وقد وجدنا نحن حركة فلك الكواكب الثابتة، فيما بين زماننا وبين زمان إبرخس، شبيها بقدر ما تحرك أوج الشمس، وذلك أن إبرخس ذكر أنه وجد قلب الأسد في زمانه في السرطان كط ن ، ووجدناه نحن، في زماننا، أكثر من ثلاث عشرة درجة من الأسد بشيء قليلا.
وقد وجب، مما ذكرنا، أن تكون حركة فلك الكواكب الثابتة لازمة لفلك الشمس، وأما الاختلاف اليسير الذي عرض بين ما وجدناه، من تحرك فلك الكواكب الثابتة وبين تحرك أوج الشمس في الزمان الذي بين رصدنا ورصد القدماء، فإن ذلك من قبل خطأ الرصد. والدليل على ذلك أن بطلميوس، حين جمع رأيه، ذكر أن حركة فلك الكواكب الثابتة في كل مائة سنة جزء واحد فقط ، ونحن فقد وجدنا حركة فلك الكواكب الثابتة في كل مائة سنة قريبا من جزء ونصف.
أما إذ قد ذكرنا ما ذكرنا، فإنه ينبغي أن نأخذ في البحث عن وجود مقدار سنة الشمس، فنقول: إذ قد تبين أن حركة فلك الكواكب الثابتة لازمة لفلك الشمس، فيتبين أن الزمان، الذي فيه تقارن الشمس بعض الكواكب الثابتة إلى أن تعود إليه، <يكون>مساويا للزمان الذي فيه تبتدئ حركة الشمس من نقطة من فلكها إلى أن تعود إليها، و<ينبغي> أن نأخذ وجود هذا الزمان مما بين أرصادنا وأرصاد القدماء.
مخ ۳۰