سمت نجوم
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
پوهندوی
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
تاريخ
كَأَنَّهَا جُيُوب النِّسَاء وأوهن رمي المنجنيق الْكَعْبَة واحترقت من رمي النفط وَهِي مَبْنِيَّة بِنَاء قُرَيْش السَّابِق مدماك حجر وَآخر من خشب الساج وَقيل كَانَ احتراقها من نَار اوقدها رجل من جمَاعَة ابْن الزبير فِي بعض تِلْكَ الْخيام مِمَّا يَلِي الصَّفَا بَين الرُّكْن الْيَمَانِيّ وَالْحجر الْأسود وَالْمَسْجِد يَوْمئِذٍ ضيق خُصُوصا من تِلْكَ الْجِهَة فطارت شرارة إِلَى خيمة مِنْهَا فاحترقت كسْوَة الْكَعْبَة ثمَّ مِنْهَا إِلَى الْخشب الَّذِي بَين الْبناء وَكَانَ احتراقها يَوْم السب ثَالِث ربيع الأول من سنة ٦٤ وتصدع الْحجر الْأسود فعضفت جدران الْكَعْبَة حَتَّى إِنَّهَا يَقع عَلَيْهَا الْحمام فتتناثر حجارتها فَفَزعَ لذَلِك أهل مَكَّة وَالشَّام جَمِيعًا فورد الْخَبَر بنعي يزِيد هِلَال ربيع الآخر وَأَنه توفّي لأَرْبَع خلت من ربيع الآخر مِنْهَا فَأرْسل ابْن الزبير إِلَى الْحصين بن نمير رجَالًا من قُرَيْش فكلموه وأعظموا عَلَيْهِ مَا أصَاب الْكَعْبَة مِنْهُم وَقَالُوا لَهُ قد توفّي أَمِير الْمُؤمنِينَ فعلى مَاذَا تقَاتل ارْجع إِلَى الشَّام حَتَّى تنظر مَاذَا يجْتَمع عَلَيْهِ أَمر صَاحبك يعنون مُعَاوِيَة بن يزِيد فَلم يزَالُوا بِهِ حَتَّى رَجَعَ إِلَى الشَّام وَكَانَ رُجُوعه لخمس من ربيع الآخر من السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ شاور ابْن الزبير النَّاس فِي هدم الْكَعْبَة فَأَشَارَ عَلَيْهِ نَاس غير كثير بهدمها وَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس دعها على مَا اقرها عَلَيْهِ رَسُول الله
فَإِنِّي أخْشَى أَن يَأْتِي بعْدك من يَهْدِمهَا فَلَا تزَال كَذَلِك فيتهاون بحرمتها وَلَكِن ارممها فَقَالَ ابْن الزبير مَا يرضى أحدكُم أَن يرقع بَيت أَبِيه وَأمه كَيفَ أرقع بَيت الله وَأَنا أنظر إِلَيْهِ على مَا ترَوْنَ من الوهن وَكَانَ مِمَّن أَشَارَ عَلَيْهِ بالهدم جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ وَعبيد بن عُمَيْر وَعبد الله بن صَفْوَان بن أُميَّة وَكَانَ يحب أَن يكون هُوَ الَّذِي يردهَا كَمَا قَالَ ﵊ على قَوَاعِد إِبْرَاهِيم فَلَمَّا أَرَادَ الْهدم خرج أهل مَكَّة إِلَى منى خوفًا من نزُول عَذَاب فَأمر بالهدم فَمَا اجترأ أحد على ذَلِك أحد فَلَمَّا رأى خوفهم علاها وَأخذ بِالْمِعْوَلِ وَجعل يَهْدِمهَا وَيَرْمِي أحجارها فَلَمَّا رَأَوْا أَن لَا بَأْس عَلَيْهِ اجترءوا فهدموا مَعَه وأصعد ابْن الزبير فَوْقهَا عبيدا من الْحَبَش يهدمون رَجَاء إِن يكون فيهم الْحَبَش الَّذِي قَالَ فِيهِ ﵊ إِنَّه يخرب الْكَعْبَة ذُو السويقتين من الْحَبَشَة فَهَدمهَا وَالنَّاس
1 / 211