سمت نجوم
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
پوهندوی
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
تاريخ
جلس رجال من قُرَيْش بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام حويطب بن عبد الْعُزَّى ومخرمة بن نَوْفَل فتذاكروا بِنَاء قُرَيْش الْكَعْبَة وَمَا هاجهم إِلَى ذَلِك فَذكرُوا مَا تقدم ذكره آنِفا وَذكروا كَيفَ كَانَ بناؤها قبل ذَلِك فَقَالُوا كَانَت الْكَعْبَة مَبْنِيَّة برضم يَابِس لَيْسَ بمدر وَكَانَ بَابهَا بِالْأَرْضِ وَلم يكن لَهَا سقف وَالْكِسْوَة إِنَّمَا تدلى على الْجِدَار من خَارج ترْبط من أَعلَى الْجِدَار من بَاطِنهَا بصخور عِظَام وَكَانَ عَن يَمِين الدَّاخِل لَهَا جب يوضع فِيهِ مَا يهدى إِلَيْهَا من مَال وَغَيره وَلما سرقت جرهم مِنْهُ بعث الله تَعَالَى حَيَّة تحرسه فَلم تزل حارسة لما فِيهِ خَمْسمِائَة سنة حَتَّى أَخذهَا الْعقَاب حِين أَرَادَت قُرَيْش تجديدها فَمَنعهُمْ كَمَا تقدم ذكر ذَلِك وَذكروا بِنَاء عبد الله بن الزبير فَقَالُوا لما أَبْطَأَ عبد الله بن الزبير عَن بيعَة يزِيد وتخلف وخشي مِنْهُ لحق بِالْحرم ليمتنع بِهِ وَجَمِيع موَالِيه وَجعل يظْهر عيب يزِيد وَعدم صلاحيته للخلافة لما هُوَ عَلَيْهِ من الفسوق ويثبط النَّاس عَنهُ فَبلغ يزِيد ذَلِك فآلى أَلا يُؤْتى بِهِ إِلَّا مغلولًا وَأرْسل إِلَيْهِ رجلا من أهل الشَّام فِي خيل يعظم عَلَيْهِ الْفِتْنَة فَقَالَ لَا يسْتَحل الْحرم بسببك فَإِنَّهُ غير تاكك وَلَا تقوى عَلَيْهِ وَقد أقسم أَلا يُؤْتى بك إِلَّا مغلولًا وَقد صنع لَك غلًا من فضَّة وتلبس فَوْقه الثِّيَاب وتبر قسم أَمِير الْمُؤمنِينَ فَالصُّلْح خير عاقبته وأجمل بك وَبِه فاستمهله أَيَّامًا وشاور أمه أَسمَاء فَأَبت أَن يذهب مغلولًا وَقَالَت يَا بني عش كَرِيمًا أَو مت كَرِيمًا وَلَا تمكن صبيان بني أُميَّة فتلعب بك فالموت أجمل بك من هَذَا فَامْتنعَ فِي موَالِيه وَمن يألف من أهل بَيته وَأهل مَكَّة وَغَيرهم فَكَانَ يُقَال لَهُم الزبيرية فَبَيْنَمَا يزِيد على تعبئة الجيوش إِلَيْهِ إِذْ أَتَى يزِيد الْخَبَر بِمَا فعل أهل الْمَدِينَة بعماله وبمن بِالْمَدِينَةِ من بني أُميَّة وإخراجهم إيَّاهُم مِنْهَا مَا عدا من كَانَ من ولد عُثْمَان بن عَفَّان فَجهز إِلَيْهِم مُسلم بن عقبَة المري وَكَانَ مَرِيضا فِي بَطْنه بِالْمَاءِ الْأَصْفَر فأباح الْمَدِينَة وَفعل مَا سَيذكرُهُ عَنهُ فِي وقْعَة الْحرَّة ثمَّ سَار إِلَى مَكَّة يُرِيد ابْن الزبير فَمَاتَ بالمشلل وَولي الْحصين بن نمير بِوَصِيَّة إِلَيْهِ من يزِيد فوصل إِلَى مَكَّة وَقَاتل بهَا ابْن الزبير أَيَّامًا وَنصب المنجنيق على جبل أبي قبيس وَمُقَابِله وَجمع ابْن الزبير من مَعَه وتحصن بهم فِي الْمَسْجِد وَضربت خيام يَسْتَظِلُّونَ بهَا من الشَّمْس فَكَانَ يرميهم بالنفط والمنجنيق فتصيب الْحِجَارَة الْكَعْبَة حَتَّى تخرقت كسوتها عَلَيْهَا وَصَارَت
1 / 210