غريبة : وفي أيام إقامتنا بالمخا انقض كوكب عظيم هائل من جهة الجنوب إلى الشمال بعد المغرب فأضاءت له الدنيا وهو كشعلة النار ، وترك وراءه ضياء مستطيلا جدا ، وفي مثله يقول الأديب أبو محمد بن سارة من شعراء المغرب (1).
وكوكب أبصر العفريت مسترقا
للسمع فانقض يذكي اثره لهبه (2)
فائدة : وهذا الكوكب هو الشهاب الذي أشار إليه تعالى بقوله ( إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ) (3). قال الشيخ البهائي (*) في المفتاح (4): والشهاب ما يرى كأنه كوكب انقض ، وما خمنه الطبيعيون من أنه بخار فيه دهنية يصعد إلى كرة النار فيشتعل لم يثبت. ولو صح لم يناف ما دلت عليه الآية الكريمة ، ولا ما دل عليه قوله جل شأنه ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين ) (5). فإن المصباح والشهاب يطلقان على المشتعل ، وكل مشتعل في الجو زينة للسماء ، ولا استبعاد في إصعاد الله سبحانه ذلك البخار الدهني عند استراق الشيطان السمع ، فيشتعل نارا فتحرقه ، وليس خلق الشيطان من محض النار الصرفة ، كما أن خلق الإنسان ليس من محض التراب ، فاحتراقه بالنار التي هي أقوى من ناريته. ولعل الشياطين لا يسمعون كلام
مخ ۹۴