210

قال الحكيم الرابع : لقد ساء وقوع من وقع وقعا احتاج فيه (بنفسه) (1).

قال الحكيم الخامس : من ههنا وجب الاتصال بالحكماء الممدودين بالحكمة.

قال الحكيم السادس : الواجب على المرء المحب لسعادة نفسه ألا يغفل عن ذلك لا سيما إذا كان المقام في هذه الدنيا ممتنعا والخروج منها واجبا.

قال الحكيم السابع : أنا لا أدري ما تقولون غير أني أخرجت إلى هذه الدنيا مضطرا ، وعشت فيها حائرا ، وأخرج منها مكرها.

فاختلف الهند من سلف وخلف في آرائهم السبعة ، وكل قد اقتدى بهم ، ويمم مذهبهم وتفرعوا بعد ذلك في مذاهبهم ، وتنازعوا في آرائهم ، فالذي يقع الحصر من طوائفهم سبعون فرقة.

قال المسعودي : وقد تنوزع في البرهمن ، فمنهم من زعم أنه آدم (ع) وأنه رسول من الله عز وجل إلى الهند. ومنهم من يقول أنه كان ملكا على حسب ما ذكرنا وهذا أشهر ولما هلك البرهمن جزعت عليه الهند جزعا شديدا ، وفزعت إلى نصب ملك آخر عليها من أكبر ولده ، وكان ولي عهد أبيه الموصى عليه من ولده وهو (الناهور) (2)، فسار فيهم سيرة أبيه ، وأحسن النظر لهم وزاد في بناء الهياكل ، وقدم الحكماء وزاد في مراتبهم ، وحثهم على تعليم الناس الحكمة وبعثهم على طلبها. فكان ملكه إلى أن هلك مائة سنة. وفي أيامه علمت النرد وأحدث اللعب بها ، وجعل ذلك مثالا للمكاسب وأنها لا تنال بالكسب ولا بالحيلة في هذه الدنيا ، وإن الرزق لا يتأتى بالحذق.

وقد ذكر أن أردشير بن بابك أول من صنع النرد ولعب بها ، وأرى تقلب الدنيا بأهلها واختلاف أمورها ، وجعل بيوتها اثني عشر بيتا بعدد الشهور ، وجعل كلابها ثلاثين بعدد أيام الشهر ، وجعل [الفصين] (3) مثالا للقدر وتقلبه

مخ ۲۲۵