199

وهذه الأبيات طبقة عالية لو كانت عن روية لكانت غاية ، فكيف وهي عن بديهة وارتجال. ومما أنشدني قوله أيضا وهو معنى بديع :

من شيب رأسي بكت عيني ولا عجب

تجري العيون لوقع الثلج في القلل

وقوله ( رحمه الله في الجناس) (2):

وأحوى أطار القلب مني وما انطوى

عليه جناحا مضرحي ولا نسر

وقوله فيه أيضا :

يعز جناب الظبي إن قسته به

وما هو منه في سكون ولا نفر

وقوله فيه :

وذي هيف ما الورد يوما ببالغ

مدى وجنتيه في احمرار ولا نشر

وقلت أنا في هذه المادة :

وأهيف قد قد القلوب بقده

وما هو عن حدي سنان ولا نصل

وقلت أيضا :

ومزر بضوء الشمس لم تر وجهه

ولا ما ثلته في علو ولا نبل (4)

مخ ۲۱۲