وهذه الأبيات طبقة عالية لو كانت عن روية لكانت غاية ، فكيف وهي عن بديهة وارتجال. ومما أنشدني قوله أيضا وهو معنى بديع :
من شيب رأسي بكت عيني ولا عجب
تجري العيون لوقع الثلج في القلل
وقوله ( رحمه الله في الجناس) (2):
وأحوى أطار القلب مني وما انطوى
عليه جناحا مضرحي ولا نسر
وقوله فيه أيضا :
يعز جناب الظبي إن قسته به
وما هو منه في سكون ولا نفر
وقوله فيه :
وذي هيف ما الورد يوما ببالغ
مدى وجنتيه في احمرار ولا نشر
وقلت أنا في هذه المادة :
وأهيف قد قد القلوب بقده
وما هو عن حدي سنان ولا نصل
وقلت أيضا :
ومزر بضوء الشمس لم تر وجهه
ولا ما ثلته في علو ولا نبل (4)
مخ ۲۱۲