سکب الادب په لاميه العرب باندې

سلیمان بک شاوی d. 1209 AH
54

سکب الادب په لاميه العرب باندې

سكب الأدب على لامية العرب

ژانرونه

الضمير في أعجلهم يعود بحسب ظاهر السياق , والسياق إلى الوحوش لأنه كان اتخذهم أهلا , لا يبعد أنه كان يأكل معهم لشدة اختلاطه بهم , وكان يتأخر في مد اليد عنهم ترفعا لنفسه عن التجشع المذموم , ومما يدل على ذلك ما زعم الفرزدق (4) إن الذئب رأى ناره , فأتاه وأكل معه , وأنشد لذلك: ... [من الطويل] وأطلس عسال وما كان صاحبا ... دعوت لناري موهنا فأتاني

فلما أتى قلت: ادن دونك إنني ... وإياك في زادي لمشتركأن

تعش فإن عاهدتني لا تخونني ... نكن مثل من يا ذئب يصطحبان (1)

وما ذكرنا من مراد الشنفرى يشعر بعلو همته , وأنه يراقب مراعاة مكارم الأخلاق مع من لا يعيب , فكيف مع أبناء جنسه؟!

وهذا ليس شأن كل كريم ونجيب , ويمكن على بعد أن يريد به أبناء جنسه قبل مرافقة الوحوش , ويكون الضمير [25ظ] راجعا إلى ما يدل على عموم الأيدي.

استطراد:

أطلق بعض أشراف العرب (2) من سجن الخليفة (3) بالشام , وأهله في العراق , فمر بعجوز فاستضافها , فأضافته , فعند الإنصراف التفت إلى غلام معه , فقال: كم عندك من الدنانير؟

فقال الغلام: مئة دينار , قال: ادفعها إلى العجوز , فعند ذلك قال له الغلام: يا مولاي , أنها لا تعرفك , ويرضيها اليسير من ذلك , ومزارنا بعيد , ولا يبقى معنا شيء , فأن أمرتني أن أعطيها شيء من هذه الدنانير وأبقي شيئا , قال: يا هذا , أعطها الجميع , فإن لم تعرفني هذه العجوز , فأنا أعرف نفسي , فأرسل لها الجميع (4).

ومما شاهدنا في زمننا من ذوي المروءة والبسالة والنجدة , وال في بغداد يدعى بالوزير سليمان باشا (5) , ومن بعض مناقبه أنه جاءه رجل من الرقة (6) , وعليه ديون كثيرة , وكان من ذوي البيوت , فأمر له بإيفاء ديونه , وأجزل له العطاء.

مخ ۱۳۹