سجينه تهران
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
ژانرونه
أغلقت الصنبور، وجلست على حافة المغطس، وسمعت والدي يفتحان الباب. بعد مرور بضع ثوان نادتني أمي، فخرجت من الحمام لأرى رجلين ملتحيين مسلحين من «الحرس الثوري» يرتديان زيا عسكريا داكن الخضرة ويقفان في الردهة. صوب أحدهما السلاح نحوي. شعرت أنني انفصلت عن جسدي تماما وأني أشاهد فيلما سينمائيا. لم يكن هذا يحدث لي، بل يحدث لأخرى لا أعرفها.
قال الحارس الثاني لزميله: «ابق هنا ريثما أفتش البيت.» ثم التفت نحوي متسائلا: «أين غرفتك؟» كانت رائحة البصل تنبعث من أنفاسه حتى إنني شعرت بالغثيان. - «في هذه الردهة، الغرفة الأولى إلى اليمين.»
كانت أمي ترتجف، وشحب وجهها تماما. وغطت فمها بيدها كأنها تكتم صرخة مدوية. أما أبي فقد ظل يحدق إلي كأنني أحتضر من مرض مفاجئ لا شفاء منه وهو عاجز عن فعل أي شيء لإنقاذي. انهمرت الدموع على وجهه. لم أره يبكي منذ وفاة جدتي.
سرعان ما عاد الحارس الآخر وفي يده مجموعة من كتبي، وكلها روايات أجنبية. - «هل هذه الكتب تخصك؟» - «نعم.» - «سنأخذ بعضها دليلا.» - «دليل على أي شيء؟» - «على أنشطتك المعادية للحكومة الإسلامية.» - «أنا لا أتفق مع الحكومة، لكنني لم أفعل أي شيء ضدها.» - «لست هنا لأقرر إن كنت مذنبة أم لا، بل أتيت لإلقاء القبض عليك. هيا ارتدي الشادور.» - «أنا مسيحية، ولا يوجد عندي شادور.»
فوجئا بسماع ذلك، فقال أحدهما: «حسنا، ارتدي غطاء رأس وهيا بنا.»
تساءلت أمي: «إلى أين تأخذانها؟»
أجابا: «إلى إيفين.»
تبعني أحدهما إلى غرفتي حيث أخذت الشال الكشمير ذا اللون البني الفاتح وغطيت رأسي به. كانت ليلة قارسة البرودة، وفكرت في أن الشال سيساعد في تدفئتي. وبينما نهم بالخروج من الغرفة، وقعت عيناي على مسبحتي القابعة على مكتبي، فأخذتها معي.
قال الحارس: «انتظري! ما هذا؟» - «مسبحتي التي أصلي بها. هل يمكنني أخذها؟» - «دعيني أرى.»
أريته المسبحة. تفحصها جيدا ممعنا النظر في كل حجر من أحجارها الزرقاء الباهتة وصليبها الفضي. - «يمكنك أخذها، فالصلاة هي ما ستحتاجين بالضبط في «إيفين».»
ناپیژندل شوی مخ