رابعا:
هيئات الثقافة العالمية.
وهذه الوسائل الأربع كافية - مع التضامن والتألب - لتمكين الصهيونية العالمية من السيطرة على الكتاب والقراء، لا تتيسر لقوة عالمية أخرى.
تتمكن الصهيونية العالمية من الصحافة بالمساهمة في رءوس الأموال، والمساهمة في التحرير والمراسلة، وبالمساهمة في السبق إلى الأخبار والأسرار.
ولكن الوسيلة النافذة هي الوسيلة الثانية، وهي شركات الإعلان.
فالصحف التي تطبع الملايين في البلاد الغربية لا تستغني عن الإعلانات، ولا يتأتى لها تعويض النفقات الكثيرة بثمن البيع أو الاشتراكات السنوية، فإن ثمن الصحيفة أقل من ثمن الورق الذي تطبع عليه، فضلا عن تكاليف التحرير والإدارة والطباعة والتوزيع، وكلما اشتدت المنافسة بين الصحف عملت على نقص ثمن النسخة وازداد تعويلها على الإعلان، حتى بلغ ثمن الصحيفة المؤلفة من عشرين صفحة بنسا واحدا، وبلغت أجور الإعلان خمسة أضعافها في الربع الأول من القرن العشرين.
والصحيفة التي تجازف بالموت هي الصحيفة التي تهاجم الصهيونية العالمية، أو تناهضها في دسيسة من دسائسها، فإن المساهمين في رأس مالها يهددونها ويحرجونها في مجالس الإدارة، فإن لم تكن للصهيونيين حصة كبيرة من رأس مالها، ولم يكن لهم دخل في تحريرها وإدارتها، فهناك الإعلانات التي تعول عليها ولا تستغني عنها، فإنها تنقطع عنها فجأة، وتتركها عرضة للإفلاس، ولا تزال عرضة للإفلاس والتعطيل حتى تتوقف فعلا عن الصدور، أو تدركها شركة جديدة، بمعونة جديدة، معلقة على قبول السياسة التي تملى عليها، بأسلوب صريح أو غير صريح.
وليس كل الكتاب في الغرب من كتاب الصحافة الذين يعملون لها في التحرير والمراسلة واصطياد الأخبار والأسرار، بل هناك كتاب الأدب وكتاب الاجتماع وكتاب المذاهب الفكرية والفنية على التعميم. وهؤلاء لا تتركهم الصهيونية العالمية بمأمن من وسائل تأثيرها وطغيانها في كثير من الأحوال ... ووسائل النشر والتوزيع والنقد بعض أدواتها الفعالة في عالم التأليف والتفكير.
وليس بالقليل بين دور النشر ما يملكه الصهيونيون منفردين بتمويله وإدارته، وأكثر من ذلك دور النشر التي يساهمون فيها بالحصص والأسهم، أو الإدارة والإشراف، وكل هذه الدور لا تستغني عن الدعاية الصحفية وغيرها من أساليب الدعاية في العصر الحديث.
وتأتي الهيئات العالمية بعد هذه الهيئات المشتغلة بالصحافة أو النشر أو الإعلان والدعاية.
ناپیژندل شوی مخ