سفر نامه
سفر نامه
پوهندوی
د. يحيى الخشاب
خپرندوی
دار الكتاب الجديد - بيروت
د ایډیشن شمېره
الثالثة، 1983
الجزع المطل على النهر وهذا النهر هو شط العرب ويلتقي دجلة والفرات عند حدود مدينة البصرة ويلتقي بهما أيضا قناة المويزة فيسمى النهر حينئذ شط العرب ويتفرع من شط العرب هذا قناتان كبيرتان بين منبعهما مسافة فرسخ وقد شقا صوب القبلة مسافة أربعة فراسخ ثم يلتقيان ويكونان قناة واحدة تسير مسافة فرسخ واحد ناحية الجنوب ومن هاتين القناتين شقت ترع كثيرة مدت في كل الأطراف وغرست أشجار النخيل والحدائق على شواطئها والقناة العليا وهي الشمالية الشرقية تسمى نهر معقل والثانية وهي الغربية الجنوبية تسمى نهر الأبله ومنهما تتكون جزيرة كبيرة مستطيلة والبصرة على أقصر ضلع من هذا المستطيل والجنوب الغربي للبصرة صحراء ليس بها عمران ولا ماء ولا شجر مطلقا وكان معظم البصرة خرابا ونحن هناك والجهات العامرة متباعدة جدا من واحدة لأخرى نصف فرسخ من الخراب ولكن بابها وسورها محكمان وقويان وبها خلق كثير ودخل سلطانها كبير كان أميرها في ذلك الوقت ابن أبي كاليجار الديلمي الذي كان ملك فارس وكان وزيره رجلا فارسيا اسمه ابو منصور شاه مردان
وينصب السوق في البصرة في ثلاث جهات كل يوم ففي الصباح يجري التبادل في سوق خزاعة وفي الظهر في سوق عثمان وفي المغرب في سوق القداحين والعمل في السوق هكذا كل من معه مال يعطيه للصراف ويأخذ منه صكا ثم يشتري كل ما يلزمه ويحول الثمن على الصراف فلا يستخدم المشتري شيئا غير صك الصراف طالما يقيم بالمدينة
حين بلغنا البصرة كنا من العري والفاقة كأنا مجانين وكنا قد لبثنا ثلاثة
مخ ۱۴۶