ثم مضي من الوقت نصف ساعة وأنا أذكرهم بالموعد واضطراري إلي السفر, وإذا برئيس الشركة يحضر , واسمه: (أبو أحمد فستق) , لما دخل قاموا لاحترامه , وعلمت أنه المسئول الأول: فحدثته بالأمر ,فأمر علي الفور @ باخرج سيارة تسافر بي وحدي إلي دمشق , تحقيقا لانتظام مواعيد الشركة وألتزامها , فأخرجوها وجعلوا يرفعون أمتعتي إلي السيارة , فشكرته وحمدت له موقفه.
ثم استدعي سيارة ثانية لركوبه خاصة يسافر بها إلي بيروت , ثم قال لي: هل تركب معي إلي بيروت وتذهب من هناك إلي دمشق في سياراتنا في بيروت؟ فقلت له: لا مانع عندي من هذا , وما أحب أن أكلفكم سيارة كاملة من أجلي وحدي تسافر بي إلي دمشق, فحولوا لي أمتعتي من سيارة دمشق إلي سيارته إلي بيروت.
ولما وصلنا إلي الناقورة من حدود الاحتلال الإنكليزي, كان التفتيش من رجال الحدود والجيش هناك شديدا جدا للغاية وطويلا جدا , وينظرون في كل شيء ويفتحون كل كتاب مع المسافر , وكان معي حقيبتان من الكتب , فامتلأ قلبي هما وغما لما سألاقي من العناء معهم.
ولما رأس رجال الحدود والضابط المسئول هناك: صاحبي (أبو أحمد فستقي) وكان رجلا وجيها مشهورا عندهم فيما بدا لي , تساهلوا في تفتيش الأمتعة والكتب. فما زادوا علي فتح الحقائب ثم إغلاقها , وخرجنا من الناقورة بيسر وسهولة لا ألقاهما لو لم يكن معي هذا الرجل الوجيه , فشكرت له صحبته , ولما وصلنا إلي بيروت كان قد بقي للمغرب نحو ساعة , ولم يكن هناك سيارة مسافرة من مكتب شركة العلمين إلي دمشق!
مخ ۹۳