94 - روى الحافظ الخطيب البغدادى فى تاريخ بغداد 317:3 والحافظ الذهبى فى تذكرة الحفاظ 652:2 فى ترجمة (الامام محمد بن نصر المروزى) المولد سنة 202 والمتوفى سنة 294 رويا بسندهما الى ابى عمرو عثمان بن جعفر بن اللبان قال حدثنى محمد بن نصر المروزى قال خرجت من مصر ومعى جارية لى فركبت البحر اريد مكة فغرقت فذهبت منى الفا جزء وصرت الى جزيرة انا وجاريتى فما رأينا فيها احدا واخذنى العطش فلم اقدر على الماء واجهدت فوضعت رأسى على فخذ جاريتى مستسلما للموت فاذا رجل قد جاءنى ومعه كوز فقال لى اشرب فاخذت فشربت وسقيت الجارية ثم مضى فما ادرى من اين جاء ولا من اين ذهب 95 - وقال الحافظ الذهبى فى العبر فى خبر من غير 70:2 وفى ميزان الاعتدال 600:2 وفى سنة 283 توفى ابو محمد عبد الرحمن @ ابن يوسف بن خراش المروزى ثم البغدادى وكان حافظ زمانه له الرحلة الواسعة قال بكر بن حمدان المروزى سمعت ابن خراش يقول شربت بولى فى طلب هذا الشأن يعنى طلب الحديث خمس مرات. انتهى . وذلك انه كان يمشى فى الفلوات والقفار لتحصيل الحديث وتلقيه عن اهله فيناله العطش الشديد فى طريقه وسيأتى فى ضمن الخبر 106 فى ص 84 عن الامام ابى حاتم الرازى انه فنى معه الزاد والماء اياما حين تيهه فى البر حتى سقط هو واحد رفيقيه مغشيا عليهما وانتقل بعد هذا الى الجانب الخامس فى اخبارهم فى العرى الدائم ونفاد المال والنفقات فى الغربات وان قارئ هذه الاخبار او سامعها ليعجب من اولئك العلماء الاجلاء كيف تحملت قلوبهم ما نزل بهم من الشدائد والرزايا التى يتململ الانسان عند سماعها ولكنها كانت قلوبا عامرة بالايمان بالله راجية ما عنده من رضوان وثواب فهان عليها فى سبيل مرضاته كل صعب وشديد 96 - حكى الخطيب البغدادى فى ترجمة الامام البخارى المتوفى سنة 256 فى تاريخ بغداد 13:2 قال قال عمر بن حفص الاشقر انهم فقدوا البخارى اياما من كتابة الحديث بالبصرة قال فطلبناه فوجدناه فى بيت وهو عريان وقد نفد ما عنده ولم يبق معه شيء فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم حتى اشترينا له ثوبا وكسوناه ثم اندفع معنا فى كتابة الحديث 97 - وقال الخطيب البغدادى فى ترجمة (ابى العباس احمد بن عبد الرحمن الابيوردى) الفقيه كان متجملا فى فاقة يقال انه مكث @ سنين لا يقدر على شراء جبة يلبسها فى الشتاء ويقول لاصحابه لى علة تمنعنى لبس المحشو (1) 98 - وقال التاج السبكى فى طبقات الشافعية الكبرى 90:3 فى ترجمة (الامام ابى اسحاق الشيرازى) ابراهيم بن على المولود سنة 393 والمتوفى سنة 476 ببغداد رحمه الله تعالى وكان امام الشافعية فى عصره غير مدافع قال ابو العباس الجرجانى كان ابو اسحاق الشيرازى لا يملك شيئا من الدنيا فبلغ به الفقر مبلغه حتى كان لا يجد قوتا ولا ملبسا ولقد كنا نأتيه وهو ساكن فى القطيعة حى من احياء بغداد فيقوم لنا نصف قومة ليس يعتدل قائما من العرى كى لا يظهر منه شيء 99 - قيل وكان اذا بقى مدة لايأكل شيئا جاء الى صديق له باقلانى أى فوال فكان يثرد له رغيفا اى يفته ويثريه اى يبله ويلينه بماء الباقلاء فربما اتاه وكان قد فرغ من بيع الباقلاء فيقف ابو اسحاق ويقول تلك اذا كرة خاسرة ويرجع والامام ابو اسحاق الشيرازى هذا هو قائل البيتين السائرين سألت الناس عن خل وفى فقالوا ما الى هذا سبيل تمسك ان ظفرت بذيل حر فان الحر فى الدنيا قليل (2) 100 - وقال القاضى ابن خلكان فى الوفيات 234:1 فى ترجمة (القاضى ابى الطيب طاهر بن عبد الله الطبرى) رحمه الله تعالى حكى المؤرخ
(1) ما احسن قوله: (لى علة تمنعنى لبس المحشو) فانه من الايهام والتورية اللطيفة والعلة هى علة الفقر الذى لا يفارقه ذكره الدلجى فى الفلاكة والمفلوكون.
مخ ۸۰