(4) الاعضب: مكسور القرن وكانوا يتطيرون به. @ قال فورد على امر اذهلنى اما واحدة فانى لم اكن ملكت قبل فى جميع دهرى ثلاثين دينارا والثانية انه لم يطل مقامى وغيبتى عن اهلى والثالثة ما تبين لى من الطيرة انها باطل. انتهى. قال عبد الفتاح والرابعة وقد فاتت النظام وهى تعدل الثلاثة مجتمعة عندى وهى ذاك النبل النبيل والفهم الاصيل لحقوق الاخلاق والحرية والانسانية فلم تمنع مخالفة النظام فى المقالة والرأى والمذهب لابراهيم بن عبد العزيز أن يسعفه عند محنته واملاقه وان يمد له يد العون والمروءة والانقاذ فتباعده منه لله تعالى من اجل الاختلاف والاخلاق وهى لله تعالى ايضا وكل ذلك من الاسلام فذاك الحق لا يمنع هذا الحق فما اجمل الفهم للشريعة واحكامها وتنزيلها منازلها فى الرضا والغضب مع الصديق والعدو لا وكس ولا شطط 88 - وقال الحافظ الذهبى فى تذكرة الحفاظ 973:3 - 974 فى ترجمة الامام (ابن المقرئ محمد بن ابراهيم الاصبهانى) المولود سنة 285 والمتوفى سنة 381 روى عن ابى بكر بن على قال كان ابن المقرئ يقول كنت انا والطبرانى وابو الشيخ ابن حيان بالمدينة فضاق بنا الوقت يعنى فراغ ايديهم من النفقة فواصلنا ذلك اليوم اى صاموا ذلك اليوم الى صيام اليوم الذى قبله فلما كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت يا رسول الله الجوع فقال الطبرانى اجلس فاما ان يكون الرزق او الموت فقمت انا وابو الشيخ اى قاما يصليان لله تعالى فحضر الباب علوى ففتحنا له فاذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير وقال شكوتمونى الى النبى صلى الله عليه وسلم رأيته فى النوم فامرنى بحمل شيء اليكم @ 89 - وقال الحافظ ابن رجب الحنبلى رحمه الله تعالى فى كتابه ذيل طبقات الحنابلة 196:1 فى ترجمة القاضى ابى بكر محمد بن عبد الباقى البغدادى البزاز الانصارى المتوفى سنة 535 ببغداد قال الشيخ الصالح ابو القاسم الخزاز الصوفى البغدادى سمعت القاضى ابا بكر محمد بن عبد الباقى بن محمد البزاز الانصارى يقول كنت مجاورا بمكة حرسها الله تعالى فاصابنى يوما من الايام جوع شديد لم اجد شيئا ادفع به عنى الجوع فوجت كيسا من ابريسم مشدودا بشرابة لن ابريسم ايضا فأخذته وجئت به الى بيتى فحللته فوجدت فيه عقدا مؤلؤ لم ار مثله فخرجت فاذا بشيخ ينادى عليه ومعه خرقة فيها خمس مئة دينار وهو يقول هذا لمن يرد علينا الكيس الذى فيه اللؤلو فقلت انا محتاج وانا جائع فاخذ هذا الذهب فانتفع به وارد عليه الكيس فقلت له تعالى الى فأخذته وجئت به الى بيتى فأعطانى علامة الكيس وعلامة الشرابة وعلامة اللؤلو وعدده والخيط الذى هو مشدود به فأخرجته ودفعته اليه فسلم الى خمس مئة دينار فما اخذتها وقلت يجب على ان اعيده اليك ولا اخذ له جزاءا فقال لى لابد ان تأخذ والح على كثيرا فلم اقبل ذلك منه فتركنى ومضى واما ما كان منى فانى خرجت من مكة وركبت البحر فانكسر المركب وغرق الناس وهلكت اموالهم وسلمت انا على قطعة من المركب فبقيت مدة فى البحر لا ادرى اين اذهب فوصلت الى جزيرة فيها قوم فقعدت فى بعض المساجد فسمعونى اقرأ فلم يبق فى تلك الجزيرة احد الا جاء الى وقال علمنى القران فحصل لى من اولئك القوم شيء كثير من المال ثم انى رأيت فى ذلك المسجد أوراقا من مصحف فأخذتها أقرأ فيها @ فقالوا لى تحسن تكتب فقلت نعم فقالوا علمنا الخط فجاؤا بأولادهم من الصبيان والشباب فكنت اعلمهم فحصل لى ايضا من ذلك شيء كثير فقالوا لى بعد ذلك عندنا صبية يتيمة ولها شيء من الدنيا نريد ان تتزوج بها فامتنعت فقالوا لابد والزمونى فاجبتهم الى ذلك فلما زفوها الى مددت عينى انظر اليها فوجدت ذلك العقد بعينه معلقا فى عنقها فما كان لى حينئذ شغل الا النظر اليه فقالوا يا شيخ كسرت قلب هذه اليتيمة من نظرك الى هذا العقد ولم تنظر اليها فقصصت عليهم قصة العقد فصاحوا وصرخوا بالتهليل والتكبير حتى بلغ الى جميع اهل الجزيرة فقلت ما بكم فقالوا ذلك الشيخ الذى اخذ منك العقد ابو هذه الصبية وكان يقول ما وجدت فى الدنيا مسلما الا هذا الذى رد على هذا العقد وكان يدعو ويقول اللهم اجمع بينى وبينه حتى ازوجه بابنتى والان قد حصلت فبقيت معها مدة ورزقت منها بولدين ثم انها ماتت فورثت العقد انا وولداى ثم مات الولدان فحصل العقد لى فبعته بمئة الف دينار وهذا المال الذى ترونه معى من بقايا ذلك المال 90 - وقال الحافظ ابن رجب الحنبلى فى كتابه ذيل طبقات الحنابلة 298:1 فى ترجمة (الامام الشيخ عبد القادر الجيلانى) شيخ الطريقة المنسوبة اليه المتوفى سنة 561 رحمه الله تعالى قال الشيخ عبد القادر وكنت اقتات بخرنوب الشوك وقمامة البقل وورق الخس من جانب النهر والشط وبلغت الضائقة فى غلاء نزل ببغداد الى ان بقيت اياما لم اكل فيها طعاما بل كنت اتتبع المنبوذات اطعمها فخرجت يوما من شدة الجوع الى الشط لعلى اجد ورق الخس او البقل او غير ذلك فأتقوت به فما ذهبت الى موضع الا وغيرى قد سبقنى اليه وان وجدت اجد الفقراء يتزاحمون عليه فأتركه حبا @ فرجعت امشى وسط البلد فما ادرك منبوذا الا وقد سبقت اليه حتى وصلت الى مسجد ياسين بسوق الرياحين ببغداد وقد اجهدنى الضعف وعجزت عن التماسك فدخلت اليه وقعدت فى جانب منه وقد كدت اصافح الموت اذ دخل شاب اعجمى ومعه خبز صافى وشواء وجلس يأكل فكنت اكاد كلما رفع يده باللقمة افتح فمى من شدة الجوع حتى انكرت ذلك على نفسى فقلت ما هذا وقلت ما هاهنا الا الله او ما قضاه من الموت اذ التفت الى العجمى فقرأنى فقال بسم الله يا اخى فأبيت فاقسم على فبادرت نفسى فخالفتها فاقسم ايضا فاجبته فاكلت متقاصرا فأخذ يسالنى ما شغلك ومن اين انت وبمن تعرف فقلت انا متفقه من جيلان فقال وانا من جيلان فهل تعرف شاب جيلانيا يسمى عبد القادر يعرف بسبط ابى عبد الله الصومعى الزاهد فقلت انا هو فاضطرب وتغير وتغير وجهه وقال والله لقد وصلت الى بغداد ومعى بقية نفقة لى فسألت عنك فلم يرشدنى احد ونفدت نفقتى ولى ثلاثة ايام لا اجد ثمن قوتى الا ما كان لك معى وقد حلت لى الميتة واخذت من وديعتك هذا الخبز والشواء فكل طيبا فانما هو لك وانا ضيفك الان بعد ان كنت ضيفى فقلت له وما ذاك فقال امك وجهت لك معى ثمانية دنانير فاشتريت منها للاضطرار فانا معتذر اليك فسكنته وطيبت نفسه ودفعت اليه باقى الطعام وشيئا من الذهب برسم النفقة فقبله وانصرف 91 - وقال الامام ابن الجوزى رحمه الله تعالى فى كتابه صيد الخواطر 330:2 متحدثا عن الشدائد التى نالته فى بدء طلبه للعلم وعن محامد صبره على تلك الشدائد @ ولقد كنت فى حلاوة طلبى العلم القى من الشدائد ما هو عندى احلى من العسل لاجل ما اطلب وارجو كنت فى زمن الصبا اخذ معى ارغفة يابسة فاخرج فى طلب الحديث واقعد على نهر عيسى فى بغداد فلا اقدر على اكلها الا عند الماء فكلما اكلت لقمة شربت عليها وعين همتى لا ترى الا لذة تحصيل العلم فأثمر ذلك عندى انى عرفت بكثرة سماعة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم واحواله وادابه واحوال اصحابه وتابعيهم 92 - وقال ايضا ولم اقنع بفن واحد بل كنت اسمع الفقه والحديث واتبع الزهاد ثم قرأت اللغة ولم اترك احدا ممن يروى ويعظ ولا غريبا يقدم الا واحضره واتخير الفضائل ولقد كنت ادور على المشايخ لسماع الحديث فينقطع نفسى من العد لئلا اسبق وكنت اصبح وليس لى مأكل وامسى وليس لى مأكل ما اذلنى الله لمخلوق قط ولو شرحت احوالى لطال الشرح انتهى من مقدمة الاستاذ على الطنطاوى لكتاب صيد الخاطر ص 27. 93 - واختم الحديث عن هذا الجانب بخبر جوع شيخنا الامام (شيخ الاسلام مصطفى صبرى) اخر شيوخ الاسلام فى الدولة العثمانية المتوفى سنة 1373 رحمه الله تعالى فانه حين هاجر بدينه من تركيا بعد ان وقف من طاغيتها مصطفى كمال الموقف المشرف الشجاع وترامت به البلاد ثم استقر فى مصر على فاقة واملاق شديدين مع التجمل فى الظاهر والتجلد للشدائد نشرت الصحف العالمية خبر صيام (غاندى) زعيم الهند احتجاجا على سياسة الانجليز فى بلاده فارتجت بهذا النبأ ارجاء العالم واستعظم النبأ كل الاستعظام فأنشا شيخنا رحمه الله تعالى ابياتا قارن فيها بين جوعه الدائم الصامت @ وجوع غاندى العابر الصاخب اذ تحدثت عنه صحف العالم فقال صام شيخ الهند الحديثة غندى صومة المستميت والمتحدى وارانى على شفا الموت ادعى شيخ الاسلام بله هند وسند غير ان الصومين بينهما فرق عجيب ابديه من غير رد صام مع وجده وصمت لعدم دام مذ ضفت مصر كالضيف عندى وغدا صومه حديث جمع الناس اما صومى فادريه وحدى فى سبيل الاسلام ما انا لاق ولئن مت فليعش هو بعدى فليعش رغم مسلمى العصر دين ضيعوه ولم يفوه بعهد كان مثلى يموت جوعا ولا يعرف لو كان شيخهم شيخ هند اما اخبارهم فى العطش فهى كثيرة اكتفى منها بما يلى:
مخ ۷۸