تتجه الى العلم,@ فان الجدة قد تسهل اللهو ,وتفتح باب , واذا انفتح باب اللهو سد باب النور والمعرفة ,فلذائذ الحياة وكثرتها يطمس نور القلب ,وتعمى البصيرة ,وتذهب جدة الادراك. أما الفقير ,ان شغله طلب القوت ,قد سدت عليه أبواب اللهو ,فأشرقت النفس , وانبثق نور الهداية ,هذا نظر ابن حزم أما نظر الباجى فانه متجه الى الاسباب المادية من حيث تسهيل الحياة المادية, من غير نظر الى الاسباب النفسية التى تتضمن أن الغنى يكون فى كثر من الاحوال معه الانصراف عن العلم الى اللهو , وقد توفرت ذرائعه)) . انتهى.
55 قال عبد الفتاح: الذى أراه أقرب الى الصواب هو اعتذار الباجى, فقد قال الامام الشافعى رضى الله عنه وقوله القول الفصل: ((لا تستشر من ليس فى بيته دقيق ,لانه مد له العقل)) (1) والحقيقة أن الفقر له حالان:
حال تتبلبل فيها الخواطر من الهم والغم الكثرة العيال وانكسار النفس الناشىء عن ذلك ,وما الى هذا من علل الفقر التى تأخذ بالانفاس التلابيب, ولنعبر عن هذا بالفقر الاسود كما يقال ,هو الذى يبدد الذهن ,ويقتل
(1) هكذا جاء هذا الفظ: (مد له) بالدال المهملة فى (مناقب الامام الشافعى) للبيهقى 2:
213. وفى ((القاموس)) : ((الدله: ذهاب الفؤاد من هم ونحوه)) وجاء هذااللفظ فى ((الانتقاء)) لابن عبد البر 87) موله) بالواو بدل الدال. وفى ((القاموس)) : ((الوله: الحزن أو ذهاب العقل حزنا)) الرواية الالى بالسياق هنا الله تعالى اعلم.
مخ ۴۸