هلک د پسر د میاشت مخ کې: د یو پلار د کشف سفر د هغه زوی د ژوند ته چې نابینا
الصبي في وجه القمر: رحلة استكشاف أب لحياة ابنه المعاق
ژانرونه
أنا في «حالة مزاجية سيئة». أصبحت هكذا منذ أن وصلت هنا؛ إذ يظل ووكر يذكرني بأن الحياة لا معنى لها.
فيما عدا عالم ديزني، إذا أردت القيام بشيء، فعليك أن تفعله بهدف، ويفضل بدراجة بخارية صغيرة، ولا عجب أن قالت لي هايلي هذا الصباح: «ميكي حقيقي يا أبي!» ولعلها قد أضافت: وأنت لست كذلك يا أبي! لا أحد يستخدم النقود هناك؛ فنفقاتنا تخصم ببساطة من الرصيد الكلي لبطاقة ديزني، والتي يمكن استخدامها بالطبع في أي مكان؛ لأن كل شيء مملوك لديزني. هناك ملاه مائية اسمها بليزرد ماونتن، وتقوم فكرتها على وجود نهر جليدي عملاق يذوب في وسط فلوريدا، ولكن بدلا من جولات التزحلق لأسفل، فأنت تنزلق لأسفل عبر الزحلوقات بملابس السباحة، وهذا أفضل ما في الملاهي. اليوم ندخل إيبكوت، ودخلنا أمس الملاهي المائية ومملكة السحر لحفلة الكريسماس، وغدا من يعلم! ربما ندخل مملكة استبدال المخ الجراحي؛ وهذا ما يضايقني: لا مجال لأي انحراف، ولا للخروج عن المألوف، أو عن سير الزيارة، أو عن توحد أعضاء مملكة الفئران؛ فأنت لست شخصا مستقلا هنا، بل أنت عضو من عائلة الفئران الآلية الممتدة. وووكر أيضا، وأظنك تسمي هذا شكلا من أشكال الدمج، ولكن هذه هي المشكلة مع السياسة الرسمية للدمج؛ لا يمكنك أن تكون ما أنت عليه فعلا، وأظن أني أشعر في عالم ديزني بنفس شعور ووكر في العالم الحقيقي: صحيح أن هناك مواطن سحر فيه، ولكننا في الغالب لا نستطيع الانسجام معه.
تأتي نسخة الدمج الكلية للحياة مع الدرس الأخلاقي الكلي أيضا؛ ففي رحلة الطيران إلى هنا جلست بجوار امرأة تبلغ من العمر 62 عاما، كانت تركب الطائرة لأول مرة في حياتها. حقا. وأول مرة تركب فيها الطائرة، تركبها إلى عالم ديزني! كانت تتكلم بلكنة سكان الجزء الشمالي من ولاية نيويورك، وقالت حين هممت بالقراءة في كتابي: «ابني يؤمن حقا بالأسرة. في ليلة ما، قلت له ولزوجته إنني سوف أهتم بالأطفال في إحدى الليالي، وإنه يمكنهما الخروج لتناول العشاء معا، فقال: «لا، هذه إجازة الأطفال.» لكن زوجة ابني قالت: «حسنا، هذه إجازتي أيضا.» رد ابني: «لا يا حبيبتي، ستحل إجازتنا حين يكبر أولادنا».» أردت البحث عن ابنها في الطائرة حتى أقول له: «خذ هذا الولد الكارثي لبضع ساعات، وحدد مدى استعدادك حينئذ للتضحية بحياتك وحياة زوجتك!» فهو شخص غبي يشعرني كما لو أنني أب فاشل؛ إذ يكون أحيانا الشيء الوحيد الذي يجعل الليل أو النهار يمران علي وأنا مع ووكر هو احتمالية أن أقضي بضع ساعات بعيدا عنه، أقرأ أو أخرج وأركب الدراجة أو أطهو شيئا ما لا يحتوي على مسحوق البابلوم بوصفه المكون الرئيسي. والليلة الماضية بعدما نام ذهبت إلى حجرة المعيشة لجناحنا من أجل القراءة، ولكن كل ما فعلته هو الاستماع إلى الأصوات الضعيفة والحركات والإشارات الأخرى التي توحي بأن ووكر كان على وشك الاستيقاظ. أنا لا أتمتع بإيثار ابن السيدة البالغة من العمر 62 عاما، وبالتأكيد لا أتمتع بصفة التفاني مثله. يوبخني العالم من أجل عدم قدرتي على قبول مصير ووكر، وبالتالي مصيري أنا؛ يوبخني على غروري وكسلي.
غير أن ووكر مضاد للوم الذات هذا أيضا. وحدث هذا اليوم مرة أخرى، بينما كنا نسير في ساحة الأمم أو مؤتمر الكون في عالم ديزني، أيا كان اسمها، وهي عبارة عن ساحة غامضة ومسطحة متناثرة، فيها غابة من سواري أعلام دول عديدة. أخذ ووكر يصرخ ويضرب آذانه بعنف (فهو لا يعجبه طقس فلوريدا الرطب) وكنت أتحدث إليه، وأتمتم بأنشودتي الهادئة لأرى إن كنت سأتمكن من صرف انتباهه عما هو فيه، دافعا عربة الأطفال بوركي بينما أمسك يديه رافعا إياها أعلى رأسه، لأمنعه من ضرب نفسه. كنت معه حينذاك لمدة ثلاث ساعات متصلة، بعدما استيقظ مبكرا واصطحبته للمشي في الخارج حتى تتمكن جوانا من النوم (تنام هايلي مع خالتها آن، في الغرفة المجاورة). كنت على وشك أن أفقد صبري وقوة تحملي؛ فصراخه لم يتوقف لمدة ساعة، وتحت قيظ شمس فلوريدا شديدة الحرارة تسبب صراخه في جعل رأسي يدور، لدرجة أن المعاناة الإنسانية والإزاحة والعزلة الوجودية التي كان يمثلها، كانت هي الأشياء الوحيدة التي كنت أستطيع سماعها أو التفكير فيها أو حتى رؤيتها: لقد أصبح صراخه المتواصل مثل الجلوكوما السمعية، التي أوقفت عمل كل الحواس الأخرى. قلت في نفسي: «أتعلم، يا بني، أن هناك أوقاتا أكرهك فيها؟» وهو موقف مضاد لموقف ابن العجوز التي كانت تركب الطائرة لأول مرة، ولكنه على الأقل تعبير حقيقي عن اللحظة الحالية، وأرغمني ووكر - وحتى سمح لي - أن أعترف بذلك، فهو مضاد للوعي الكاذب، وسوف يذكرني على الدوام بما نحن عليه حقا.
وبطريقة أو بأخرى - ربما بسبب الضوء الشديد لعناده، أو لأننا نجونا من انهيار خطير آخر، لقاء آخر مع الفوضى - تكون حولنا مجال قوة من التكيف، ومن خلال الدموع والأنفاس السريعة وأخيرا التنهدات، توقف بالتدريج عن الصراخ، واسترخى وتحرك معي بسلاسة في عربة الأطفال، ولم تعد لديه قوة لعمل أي شيء سوى متابعة تفاصيل العالم الذي نمر به. ***
إن المكان الذي يعيش فيه ابني عبارة عن منزل أبيض من طابق واحد يشبه الكوخ يقع على حافة المدينة.
حين لا أكون هناك، أستطيع تصور المكان في ذهني، وأفكر فيه طوال الوقت منذ أن انتقل إليه من ثلاث سنوات.
منزل أبيض من طابق واحد على النمط الريفي، عرضه أكبر من طوله، ومنحدر من ناحية الباب، ودائما ما تجد على الأقل سيارتين في المدخل، وتوجد الألعاب التي يلعب بها خارج المنزل ويوجد صندوق رملي في الخلف، كما يوجد مركز تجاري في الركن، ومركز اجتماعي على الجانب الآخر من التقاطع، وأسماء الأطفال مطبوعة على زجاج باب الفناء. وتوجد التخطيطات والسجلات الطبية في المطبخ. لا توجد سجاجيد (لأنها تعوق حركة الكراسي المتحركة والمشايات)، والمنزل به حركة كثيرة.
وهو يعد إحدى دور رعاية المعاقين المتميزة؛ فهو منظم تنظيما جيدا، والعاملون فيه على درجة عالية من الكفاءة (يقدمون الرعاية التي كان يحتاجها ووكر على مدار الساعة، حتى وهو نائم) ومستقر، ونظيف؛ فالنظافة مهمة. وهو يعيش هناك مع سبعة أطفال معاقين آخرين.
أحفظ غرفته عن ظهر قلب: جدرانها زرقاء وخضراء، تحتاج إلى نافذة أخرى، ولكنها منظمة. وهناك خزانة خشبية ذات أدراج لون دهانها أصفر، وملصقات لكرات كرة القدم معلقة على الحوائط، ومفارش للسرير عليها صور سيارات سباق ناسكار! ويشترك في الغرفة ثلاثة أطفال، وهم: ماركوس (أصم ومتأخر عقليا وقلق ولكنه مفعم بالحيوية)، ويوسف (طويل ونحيف جدا ومتأخر عقليا، وله قوة هيكلية خائرة وهو لطيف وهادئ ويصافحني دائما)، وووكر أكثر الثلاثة تأخرا من الناحية العقلية.
ناپیژندل شوی مخ