81

هلک د پسر د میاشت مخ کې: د یو پلار د کشف سفر د هغه زوی د ژوند ته چې نابینا

الصبي في وجه القمر: رحلة استكشاف أب لحياة ابنه المعاق

ژانرونه

تعد كويز-لا-موت واحدة من أربع قرى بها مجتمعات خاصة بلآرش، تمثل وحدة واحدة في بيكاردي. القرى الثلاث الأخرى هي: بيبرفو وترولي-برويل وكومبين، والتي تعد ذات مساحة كبيرة بحيث تم إقامة جامعة فيها. وفي وسط تلك المنطقة غابة مساحتها 36 ألف فدان، وهي إحدى المحميات الفرنسية الشهيرة المسموح فيها بالصيد، غابة سابقة للملك. وقد اختبأت جان دارك في هذه الغابة قبل أسرها في كومبين عام 1430، وهي الغابة نفسها التي وقع فيها المارشال فرديناند فوش على هدنة مع الألمان نيابة عن الحلفاء في 11 نوفمبر عام 1918، ونفس المكان الذي أرغم فيه أدولف هتلر فرنسا رسميا على الاستسلام للنازيين بعد 22 عاما. هناك قصران كبيران في المنطقة، يقال: إن أحدهما يمثل إلهاما للقلعة في فيلم الرسوم المتحركة «الجمال النائم» الذي أنتجه والت ديزني، ولم تذكر اللافتات السياحية مجتمعات لآرش، على الرغم من أن الناس الذين يعيشون فيها يمشون في الشوارع مثل المواطنين العاديين.

كان نزلاء دور رعاية لآرش من ذوي الإعاقة الشديدة جدا، من الناحية العقلية والبدنية، يعيشون في دار رعاية متخصصة تسمى «لا فورستيير» - والتي تعني الغابة باللغة الفرنسية - في ترولي-برويل. أما «لا سيمانس» - والتي تعني البذرة باللغة الفرنسية - حيث ذهبت، فكانت دار رعاية الأشخاص الذين في الغالب كانوا لا يستطيعون الكلام، ولكنهم يتحركون بصعوبة، ولديهم الوعي بما حولهم ويستطيعون التعبير عن وعيهم، ولكن ليس بمفردهم. وهذا المكان كان يناسب ووكر، في نهاية المدى المحدد. كنت أجلس في غرفة نوم الضيوف، الشخص الوحيد في غرفة تسع أربعة أشخاص، وخارج نافذة الغرفة كانت هناك شجرة ماجنوليا مزهرة وشجيرات إكليل الجبل وخزامى يانعة. كنا في شهر أبريل.

وصلت رحلة الطيران الخاصة بي إلى باريس في هذا الصباح، ووصلت إلى كويز- لا-موت قبيل وقت الغداء، وتضمنت خطتي البقاء لبضعة أيام، لرؤية كيف تعمل مؤسسة لآرش، وللتحدث إلى جان فانيه، وهو واحد من أوائل المفكرين في العالم فيما يتعلق بموضوع الإعاقة؛ إذ أردت معرفة وجهة نظره فيما يمثل حياة مرضية ومحترمة وعادلة لووكر. لقد قرأت بعض كتب فانيه، ووجدتها مختلفة. كان فانيه يؤمن بأن المعاقين يستحقون مكانا خاصا بهم، وأنهم عادة ما يريدون العيش بعيدا عن أسرهم وآبائهم إذا توافرت لهم بيئة داعمة بصورة كافية، وكانت هذه فكرة ظننت أنني يمكن أن أدعمها. علاوة على ذلك فقد أكد أن المعاقين قادرون على تعليم الأصحاء أشياء أكثر مما يستطيع الأصحاء تعليمهم إياها، وإذا كان فانيه على صواب، فليس علي لوم نفسي للسماح لووكر بأن يحيا حياته بمفرده، على الأقل بدرجة ما. على نحو ما، ذهبت إلى هذا المكان لأكتشف إن كنت أقوم بما ينبغي نحو ولدي أم لا. فرغت محتويات حقائبي وجلست إلى الطاولة في مطبخ غرفتي الصغير لأراجع الأسئلة التي سأطرحها على فانيه بعد الظهر. كنت قد كتبت صفحة أو صفحتين من الملاحظات حين سمعت طرقا على الباب، فتحت الباب لأجد رجلا طويلا ذا لحية وسترة حمراء، وعلى الفور قدم إلي بعض الماء. قبلت، ودعوته للدخول، وطلبت منه أن يجلس على مقعد أمام طاولة المطبخ.

كان عمره 64 عاما، ولكنه يبدو كأن عمره 50 عاما. اسمه جاري ويب، ومع أنه ليس معاقا، فهو يعيش في دار رعاية «لا سيمانس». كان ويب يعمل مدير مؤسسة لآرش للمشروعات الخاصة، وقد عاد لتوه من رحلة قضاها بالبرتغال اصطحب فيها خمسة عشر نزيلا من نزلاء لآرش. وقد نشأ ويب في فانكوفر، وترك المنزل في سن الثامنة عشرة. وقال لي بصراحة: «ليست ثقافتي.» سألته كيف جاء للعمل في مؤسسة لآرش، ولكنه لم يعجبه ذلك؛ لأنه كان يرفض أن يعتبر ما يقوم به عملا، وقال: «هذه حياة ... وجود، والعمل جزء منها ، وكل من يأتي إلى هنا يتغير بسببها، فإقامة العلاقات هي أولويتنا. ونحن نعرف الناس بما نفعل من خلال التصرف على سجيتنا.» إن كل ما قاله كان مثيرا للاهتمام ومتحررا ومفعما بالحيوية، وجعلني منفعلا بشدة. ولكن هذه الطريقة كانت غالبا طريقة بداية الحوارات مع الناس في مؤسسة لآرش، فلم يكن يبدو أنهم كانوا يعانون من الوعي الذاتي كما نعاني؛ فسواء أكانوا معاقين أم غير معاقين، كانوا يشرعون فورا في إقامة «علاقة» مع كل من يقابلونهم، متى قابلوهم. ووجدت حماستهم مقلقة، فهل كانوا ثملين أو يتعاطون المخدرات؟ هل كانوا يدخنون الطيبة؟ بما يهتمون على أي حال؟! أعجبني انفتاحهم، ولكن لكوني ممن تربى في المدن، فلم تكن لدي رغبة في تقليد ذلك؛ قدرت كرمهم، ولكن لكوني ممن تربوا في ظل رأسمالية القرن العشرين، انتابني شك في مدى إخلاصهم. فإذا قدر لووكر أن يعيش في مثل هذا المكان، فهل سيحاط بأناس يعتنون به من أجله، أم أناس يعتنون به لأنهم في طائفة دينية؟ لا أريد لووكر أن يكون في طائفة دينية.

تلقى ويب تدريبا كنسيا يسوعيا، وقضى سبع سنوات في دير تابع لإحدى الطوائف الكاثوليكية الرومانية قبل أن يأخذ إذنا بالرحيل لإعادة تقييم حياته. كانت لديه خيارات عديدة؛ فقد درس الفلسفة وعلم اللاهوت وعلم النفس في الجامعة، وكان والداه فنانين، وكان ويب نفسه يعمل نحاتا بدوام جزئي، وفي أوقات أخرى ممثلا، وكانت لديه متطلبات صارمة لمساره الجديد؛ فعليه أن ينشأ في مجتمع جديد، وأن يكون مسئولا عن عمل، مع الفقراء أو من يشابههم، وألا يحجبه هذا العمل عن بقية العالم (فلم يكن يريد أن يكون محصورا في دير مرة أخرى)، ويجب أن يمثل عمله التزاما على المدى الطويل، وأن يكون شموليا، وأهم من ذلك، أنه يتعين أن يتم في مجتمع يحترم «روحانية كل شخص». حكى لي عن أول مرة زار فيها مؤسسة لآرش فقال: «طلبت أن أبقى ثلاثة أيام، ثم طلبت أن أبقى ثلاثة أسابيع، ثم ثلاثة أشهر، ثم عاما.»

كنت على وشك سؤاله إذا كان العيش في لآرش مملا في أي وقت، ولكن في هذه اللحظة أوضح ويب أنه جاء فقط للترحيب بي، وهو في طريقه للقرية المجاورة ترولي-برويل، لكي يزور جان فانيه في بيته، حيث كانا يتقابلان مرة كل أسبوعين. «فيم تتحدثان؟»

قال ويب: «عنا.» «أوليس عن الأحوال في لآرش؟» «يا إلهي! لا، عنا ... عن أموري؛ لماذا ما زلت أشعر بالخوف على نحو مفاجئ في تعاملاتي مع العالم؟ ولماذا ما زال يجري هنا وهناك بشكل محموم مثل الديك مقطوع الرأس.»

بينما كان يستعد للقيام، اعترفت بأني أنفعل قليلا لمجرد احتمال الحديث مع أناس لا يستطيعون الكلام، فسخر مني ويب ولوح بيده قائلا: «في رأيي نزلاء لآرش هم معلمونا، وإذا تواصلت معهم، فستكون الأمور على ما يرام معك. الغداء الساعة الثانية عشرة والنصف.» ثم انصرف. ***

بعد ساعة، وفي غرفة الطعام، قابلت الناس الذين من المفترض أن أعيش معهم الأيام الثلاثة التالية.

كان جيرارد في الخمسينيات من عمره، كان يستطيع الكلام ولكن بصعوبة، بيد أنه كان يحدث أصوات صهيل، وكان يحب أن يحكي قصصا، ومعروف عنه أنه كان يذهب إلى البلدة لشراء زجاجات جعة. أما لورينت (والذي كان يعرف أيضا بلورينزو؛ لأنه ولد في إيطاليا) فكان مهندما وأنيقا؛ حين كان يأكل، كان يصدر صوت أنين خفيفا، وكان يحب أن يدخل إلى أية حجرة ثم يقف ساكنا بلا حركة لفترات طويلة. قالت ليدي، وهي شابة من جنوب فرنسا كانت مساعدة للورينت: «يحب لورينت القطارات، ولديه كتب متنوعة عن القطارات.»

ناپیژندل شوی مخ