103

هلک د پسر د میاشت مخ کې: د یو پلار د کشف سفر د هغه زوی د ژوند ته چې نابینا

الصبي في وجه القمر: رحلة استكشاف أب لحياة ابنه المعاق

ژانرونه

نشأت تريش في جراند فولز بنيوفنلند، حيث كان يعمل والدها في المناجم المحلية ومصنع الورق. كانت طويلة وصريحة وعملية، ووجهها جميلا وفكها مربعا، وكانت ذات شخصية منبسطة وتتصرف على طبيعتها. في البداية كانت ترعى شخصا مصابا بإعاقة، هذا الشخص كان بنتا مصابة بشلل دماغي، اسمها ديلان، وكان عمرها ست عشرة سنة. وكانت تريش تدرس في مدرسة الأحد، وتتحدث بوضوح عن إيمانها بالرب؛ وهي خبرة ما كانت لتتاح لووكر إذا تربى فقط في منزلنا العلماني شديد العلمانية. وهي حاصلة على درجة جامعية في التعليم المبكر، ولكن التخصص يعد أكاديميا لدرجة كبيرة مقارنة بميولها؛ فهي تفضل التعامل مع مشكلات الأطفال وحاجاتهم على أرض الواقع. أرادت الدخول في تحد عملي، والمساهمة في حل مشكلات هؤلاء الأطفال، وقد تعاقدت معها المؤسسة التي تدير دار الرعاية التي بها ووكر كي ترعى ووكر على وجه الخصوص، وكانت تفخر بأنها حققت إنجازات كبيرة مع ولد كان يعتبره الجميع حالة صعبة. كانت ترعاه بالليل، على امتداد 72 ساعة، ثلاث ليال كل أسبوع، وأربع ليال في الأسبوع التالي، وهو ما كان يمثل جدولا مرهقا لها، ولكن تريش كانت ترحب بذلك؛ بهذه الطريقة كان بإمكانها أن تكون مع ابنتها قبل الذهاب لحضانتها وبعد الرجوع منها للبيت، وتتمتع بالرعاية الصحية والعديد من المزايا الأخرى. كنت أنظر إليها كراهبة، فيما عدا واقعة فتحة الصدر هذه.

أحب ووكر تريش بشدة تقريبا مثلما أحب أولجا؛ فأولجا كانت تمثل الأم والأب الثاني لووكر؛ فقد كان يفعل أي شيء من أجلها، يذهب إلى أي مكان معها، وتستطيع أولجا أن تجعله يدور في المكان ويبتسم كالمجنون، فقط عن طريق غناء أغنية «عجلات الحافلة تدور وتدور»، وهي أغنية تغنيها له عشرات المرات كل يوم حين تكون معه. وهو مغرم كذلك بويل، المساعد الليلي الآخر (الذي يتولى الرعاية حين تكون تريش في إجازة)، وهو شاب طويل ومهذب في العشرينيات من عمره، وكان ويل يتمتع بالهدوء الشديد في مقابل تريش التي كانت تحب الثرثرة، ولكن كان ووكر يحبه بشدة. وكان ووكر يعشق جيرمين، المساعد الذي كان يرعاه بالنهار، الذي ظل معه لأكثر من عامين.

كان جيرمين من جاميكا، وكان طوله ست أقدام وأربع بوصات، وكانت له ضفائر شعر، وكان صوته المنخفض جدا يجعل صدري يهتز كما لو أن قطارا يمر على بعد بضعة مربعات سكنية، وكانت زوجتي معجبة به قليلا؛ فقد كان محبا للأطفال: إذا سألت جيرمين كم عدد الأطفال لديه، كان يقول: «اثنان، في البيت.» وكانت ابنته تبلغ من العمر عشر سنوات، كان ووكر يذهب إليها ويعطيها يده لتقوده. وقالت لي تريش: «يعامل جيرمين ووكر كأنه فرد من عائلته، واعتاد ووكر عليه بسرعة. وفي أول مرة تقابلا، مسح ووكر أنفه في بنطال جيرمين الأسود، وحينها قلت لجيرمين: «ستصبحان صديقين حميمين.» وأصبحا هكذا بالفعل؛ فقد كانا يلعبان معا كرة السلة، وإن كان هذا يحدث بصعوبة، وكانا مثل أخوين. كان جيرمين يقول له: «ووكر، دعنا نذهب.» وكان ووكر يقول: «هه!» في هذه الأيام، كان ووكر ينجذب إلى الرجال.»

كنت ألبس ووكر من نفس نوعية الملابس التي أرتديها؛ فألبسه قمصانا ذات مربعات وبنطلونا مخمليا ، أو بنطلون جينز وسترة. وبعدما ظهر جيرمين في حياة ووكر، بدأ يقص ووكر شعره تماما مع ترك الشعر العلوي فقط، ويرتدي بنطلونات كرة السلة القصيرة الحريرية والقمصان الرياضية وقبعات البيسبول، مثل منسقي الأغنيات (الدي جيه). وبسبب جيرمين بدأ يستمع إلى موسيقى الريجي من راديو السيارة؛ دائما ما كان الإيقاع الثابت الصاخب يجعله يبتسم، وبدا الأمر كما لو كان بعيدا في دولة أجنبية، وكان يحكي لي ما رآه وسمعه وتذوقه هناك.

لم يكن فقط ولدا مختلفا مع ويل وتريش وتانيا وجيرمين بل كان ابنهم، مثلما كان ابني وابن جوانا وابن أولجا، فقد كان ينتمي أكثر فأكثر إلينا جميعا؛ لأنه كان من نوعية الأولاد الذين لا يستطيع شخص بمفرده أن يرعاهم. هذا هو ثمن الحياة وعجائبها.

قالت تريش لي مساء أحد الأيام: «كل ملابسه المطوية هناك في دولابه، أنا الذي جلبتها له.» في البيت كنا نوقظه، لكن تريش كانت تتركه حتى يستيقظ على مهله. قالت عن ذلك: «يحب أن يعتقد أنها فكرته.» وعلى مدار شهور كان يتم البناء على قطعة الأرض المجاورة لدار رعاية ووكر. قالت تريش: «كان يحب ذلك ... وكنت أقول له: «هيا ننظر إلى الشاحنات!» أنا قريبة جدا منه، وأحبه جدا، ويطلقون علي في العمل «الهامسة لووكر». أشعر بوقع هذا حين يترك الدار، أو يكون متعبا، ولكنه لا يريد أن يفوته أي شيء.» ويكمن الاختلاف بيننا وبين تريش في أنها لم تكن أم ووكر؛ فهي استطاعت أن تتولى رعايته، ولكنها أيضا استطاعت أن تفصل نفسها عنه، أن تراه بوضوح، على نحو أقل عاطفية.

زعمت تريش أنها لم تشكك قط في صحة قرارنا بنقل ووكر إلى دار لرعاية المعاقين. وعندما قابلت ووكر لأول مرة، قبل أن يرتدي خوذة وعلب الذراعين (كنت مقتنعا بأن هذه القيود ستحبطه إلى درجة الجنون)، وعندما كان لا يزال يحك جلده مباشرة بقبضتيه، على الرغم من جهودنا المستمرة لمنعه، قالت: «أعلم أن جلبكم إياه هنا كان كصرخة من أجل المساعدة. لا أعلم كيف كنتم تتعاملون مع الأمر لتلك الفترة الطويلة. وحين ذهبت إلى هناك للمرة الأولى، لم أكن أعرف إن كنت سأتمكن من التعامل معه أم لا. وعليكم أن تعلموا جيدا أن عناده وضربه وصراخه ليست أشياء سيئة، وأنه ربما حين يضربكم ضربا شديدا، فهذا يعني في الغالب «أحب هذا الشعور، وعليكم أن تحبوه أيضا».» كانت تريش واحدة من النساء اللواتي ابتكرن علب ذراعي ووكر، فقد صمم النموذج الأصلي من علب رقائق بطاطس برينجلز الفارغة، وقد تذكرت تريش المرة الأولى التي أدخل المساعدون فيها العلب إلى ذراعي ووكر، واكتشف أنه لا يستطيع ضرب نفسه بعد ذلك، فقالت: «حينها تنهد، ثم تنهد مرة أخرى، ثم التقط لعبة ولعب بها.» غيرت تريش مسار عقله.

كانت تريش هي من اقترحت أن يلبس ووكر خوذة، وهي التي اقترحت استخدام بطانية ثقيلة (قماش به أثقال مخيطة به)، حتى تجعله واعيا بشكله البدني على نحو أكثر تأكيدا، ولديها أفكار مختلفة حول السبب في ضربه لنفسه؛ إذ قالت: «أحيانا يفعل هذا بسبب شعوره بالإحباط، وفي أحيان أخرى بسبب شعوره بالوحدة، وفي أحيان ثالثة لا أعرف. فقد يكون السبب هو أن الجو حار - فهو طفل يتضايق من درجات الحرارة المرتفعة - أو أن لعبته وقعت منه ولا يستطيع الحصول عليها مرة أخرى، أو أن موعد تناوله للأدوية قد حل؛ أحيانا ألاحظ هذا منه، وفي أحيان أخرى لا ألاحظه؛ فمن العسير فهمه. أحيانا يكتفي بمجرد ضربة واحدة فقط، عندما يكون متجهما وحزينا. خذ ضربة واحدة. هل هذا يحسن رؤيته بعض الشيء؟»

كانت حياة ووكر تبدو بالنسبة إلى الآخرين ذات قيمة أكبر وأشمل مما كانت تبدو لي، أنا والده. قالت لي تريش: «يحب رائحة قهوتي، فهو مهووس بقهوتي، كراميل ميكاتو. واهتمامه بالزهور أقل؛ فهو يحب الأشياء الأكثر صلابة؛ الصنوبر وإكليل الجبل.»

كما قد يكون أصعب مما يمكن أن يتصوره الآخرون: ولهذا لم يفلح العديد من المساعدين في العمل معه، وبلغ عددهم عشرين على الأقل حسب تقدير تريش. «يأتي المساعدون الجدد ويبقون لمدة أسبوعين ويقول كل منهم: «لا أستطيع التعامل معه.» فهو إما أن يحبك من اللحظة الأولى أو لا؛ والسبب هو أنه كذلك.» فقد كان عنيدا، ويتمتع بكل من العصبية وروح الدعابة، مثل والده ووالدته، على التوالي. وقالت تريش: «أحيانا يقول أحد الأشخاص نكتة وأكاد أجزم أنه سيضحك؛ لأنها لم تكن مزحة معقدة، بل مزحة عادية. كما أنني أعتقد أنه يسب؛ فحين آمره بفعل شيء ما، يلقي بكتابه في وجهي، فأقول له على الفور: «ووكر، لا ترم كتابك في وجهي، اذهب وأحضره.» فيقول: «هه!» أنا متأكدة أنه يسب؛ شيء مثل: «عليك اللعنة أيتها المرأة»!» بالطبع، لا أدري من أين أتى بهذا، فقد كان يكره أن يأمره أحد بفعل أي شيء.

ناپیژندل شوی مخ