والطبراني برواة ثقات عن ابن عمر مرفوعا في حديث "إن إبراهيم بن النبي - صلى الله عليه وسلم - تحت ظل عرشي" (¬1).
وأبو نعيم عن وهب بن منبه قال: "قال موسى: إلهي من ذكر بلسانه وقلبه، قال: يا موسى أظله بظل عرشي، واجعله في كنفي" (¬2). وعنده بطريق آخر عن كعب مثله، وهما واهيان، لكن في الذكر أحاديث شاهدة بالثواب الجزيل منها ما يستأنس به في الجملة.
وابن عساكر عن ابن مسعود وسعيد بن منصور (¬3) والبيهقي عن رجل من الصحابة قال: "رأى موسى رجلا في ظل العرش، قال: من هذا؟ قال: لا أحدثك من هو، ولكن سأخبرك بثلاث فيه: كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، ولا يعق والديه، ولا يمشي بالنميمة" (¬4).
وأحمد في الزهد وابن أبي الدنيا عن عطاء بن يسار: "إن موسى قال: يا رب أخبرني بأهلك الذين هم أهلك، الذين تؤويهم في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك، قال: هم الطاهرة قلوبهم، (النقية قلوبهم) (¬5)، البرية (أبدانهم) (¬6)، الذين يتحابون بجلالي، الذين إذا ذكرت ذكروا بي، وإذا ذكروا ذكرت بهم، الذين (يسعون) (¬7) في الوضوء في المكاره، وينيبون إلى ذكري كما تنيب النسور إلى وكرها، (ويغضبون لمحارمي) (¬8) إذا استملت كما يغضب النمر (إذا حرب) (¬9) ويكلفون (¬10) بحبي كما يكلف الصبي بحب الناس" (¬11).
وابن المبارك في الزهد، أخبرنا معمر عن رجل من قريش قال: قال موسى قد ذكره وزاد "الذين يعمرون مساجدي، ويستغفروني بالأسحار" (¬12).
وأبو نعيم عن أبي إدريس الخولاني قال: "قال موسى يا رب من في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك، قال: الذين أذكرهم ويذكروني، ويتحابون بجلالي، فأولئك في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي" (¬13).
مخ ۱۵