262

د نوې رنسانس پیلوونکي

رواد النهضة الحديثة

ژانرونه

أما آثاره في طور الفن للفن فأربعة وعشرون مجلدا، وتآليفه في طور المعاش خمسة عشر، وهو في كل ما ألف وترجم لم يتحول عن خطته إلا بمقدار.

كان اسم رنان يفزع المتدينين في الغرب، وكان هذا الاسم في الشرق مرادفا للكفر والإلحاد، ألم يقل حافظ إبراهيم راثيا الإمام محمد عبده، ذاكرا ما له من فضل:

وقفت لهانوتو ورينان وقفة

أمدك فيها الروح بالنفثات

ولكن فرح ترجم أخطر كتبه - يسوع - فحملق الشرق به، ونظر إليه الكثيرون، ولكنه لم ينثن. وعندما احتفلت فرنسا بإزاحة الستار عن تمثال رينان عمد فرح إلى آثاره، وترجم «صلاة رينان عند الأكروبول»، ثم علق عليها، وهاكم نموذجا من ذلك التعليق:

يا أثينا العظيمة، اسمحي لنا بعد صديقك العظيم - رينان - أن نوجه إليك رجاءنا، وسؤالنا نحن الشرقيين، ليس لك أن تتكبري علينا كثيرا فبيننا وبينك قرابة قديمة: أتذكرين أيتها الإلهة أولئك الأسرى الذين كان يخطفهم بحارة جزائرك في لارخبيل، من شواطئ صور وصيدا، ويسوقونهم إلى بلادك؟

إن هؤلاء الأسرى كانوا من مساعديك على تمدين قومك، وتعليمهم الفنون الجميلة، وهم قواعد نهضتك، ففي عروقك إذن أيتها العذراء الجميلة شيء من دماء شرقية، فبحرمة هذا النسب نناشدك: ابعثي إلى الشرق - جدك القديم - شيئا من سنا نورك العظيم، علمينا أن ننسى أهواءنا ومصالحنا الخصوصية، علمينا أن نجهر بمعتقدنا، ولا نخاف فيه قوات الأرض والسماء، أفهمينا معنى الحق والواجب والعدل والعقل؛ لنتخذها نجوما نهتدي بها في ظلمات الحياة، افتحي عيوننا فنكون مخلصين في طلب الإصلاح، مهتمين بالجميع على السواء، وأن نبدأ بأنفسنا.

بثي فينا روح التساهل المطلق، وبهذا كمال النهضة الشرقية.

وإذا كنا لا نشاهدها في زماننا، فحسبنا أن يشاهدها أحفاد أحفادنا ولو بعد عشرين عقبا.

ولما حمل فرح «جامعته» إلى أميركا طامعا بالرزق قال الشاعر أحمد محرم يخاطبه:

ناپیژندل شوی مخ