وكان يبدأ بعض مقالاته بأبيات من الشعر، وعلى أثره مشى ولي الدين يكن وغيره، وكان يخمس ويشطر على نسق أهل عصره، حقا إن في الأدب أزياء تبطل ثم تعود، وهي كالأنواع فقلما تنقرض انقراضا كليا.
وقد نظم في السجن كأبي نواس ولكن شتان بين السجينين؛ هذا سجين هوى أمة عظيمة كمصر، وذاك سجين جام وغلام. ومما قال في سجنه من قصيدة بعث بها إلى محمد سلطان باشا رئيس مجلس النواب المصري:
أمولاي هذا نظم حر وتلوه
كلام سجين أوثقته المآثر
أتوه بنكر وهو للعرف مرتج
وجازوه بالخذلان وهو مناصر
أيبعد ذو فضل، ويدنى منافق
ويسجن واف، حين يطلق غادر
ويكرم جاسوس عن الصدق حائد
ويظلم همام على الحق سائر
ناپیژندل شوی مخ