والآن ما لي بالخراب نظير
هذا مؤسف، والثابت وجه الله، كما يقول إخواننا الدروز. ويصف ليلة في لبنان، وما قصده فيها إلا وصف لبنان الذي يذكر كل شيء من شئون الأمس إلا عباقرته.
لقد أفضت فى الكلام عن «العصر الجديد»؛ لأن فيه خيرات كثيرة، فلنترك، ولو قليلا، لأحد دواوينه الآخر وعنوانه «الشاديات» فنخص بالذكر رائعة خالدة فاقت بخيالها العجيب «حديقة الشعر» لابن الرومي، وأرتنا أن القائل: ما ترك الأول للآخر، قد كان واهما؛ فمتى وجدت الإرادة كان الإبداع، وها هو الخليل يقص علينا أحسن القصص في قصيدة «الرمان والعناب»، فتضج بالحياة التي لم نر لها أثرا في حديقة ابن الرومي. قال:
ما بال صاحب ذا البستان قد علقا
بربة الحسن يبدي الغيظ والحنقا
ما باله انقض من هول الهموم على
تلك الغزالة كالصياد وانطبقا
هيا اسرعوا لنرى ما ثار بينهما
من الخصام الذي قد أوجب القلقا
أراه مشتبكا معها بمعمعة
ناپیژندل شوی مخ