39

رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة

رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة

خپرندوی

دار السلام للطباعة والنشر

د ایډیشن شمېره

الثانية

ژانرونه

٣- حذف الياء: ظاهرة حذف الياء كثيرة في القرآن الكريم، سواء أكانت أصلية، أي: من بنية الكلمة مثل ﴿الدَّاعِ﴾ أصلها "الداعي" أم كانت زائده مثل: ﴿فَارْهَبُون﴾، ﴿فَاتَّقُون﴾ . وقد حذفت الياء من المصاحف للتخفيف، وهي لغة مشهورة عند العرب، يقولون: مررت بالقاض، وجاءني القاض، فيحذفون الياء لدلالة الكسرة عليها١. هذا من حيث اللغة. ومن حيث القراءة: رسمت هكذا لتحتمل قراءة إثبات الياء أو حذفها، فمن القراء من حذفها وصلا ووقفا، ومنهم من أثبتها وصلا ووقفا، وهناك من أثبتها وصلا وحذفها وقفا. فحجة من حذفها وصلا ووقفا: اتباع الرسم، والاكتفاء بالكسرة للدلالة عليها، وأجرى الوقف مجرى الوصل. وحجة من أثبتها وصلا ووقفا: أنه أتى بها على الأصل. أما من أثبتها وصلا، وحذفها وقفا، فحجته: أنه اتبع الأصل في الوصل، واتبع خط المصحف في الوقف، لأن أكثر الخط كتب بما يوافق الوقف والابتداء، فلما لم تثبت الياء في الخط، حذفها في الوقف، إتباعا للرسم٢. جـ- ظاهرة البدل: البدل في اللغة: العوض. واصطلاحا: جعل حرف مكان حرف آخر. وصور البدل كثيرة، منها: إبدال الألف ياء، أو واوا، ومنها: إبدال السين صادا، والهاء تاء، والنون ألفا، لعلل وأسرار كثيرة يضيق المقام عن حصرها فلنذكر لها بعض الأمثلة: ١- رسم الألف ياء في بعض الكلمات للدلالة على أن أصلها الياء فتمال عند من مذهبه الإمالة مثل: "رمى، أعطى، استسقى، اهتدى". ٢- رسم الألف واوا للدلالة على أن أصلها الواو مثل: "الصلاة" فأصلها

١ انظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع "١/ ٣٣١". ٢ المصدر السابق "١/ ٣٣٣".

1 / 46